الرياض - خاص بـ«الجزيرة»:
الدين الإسلامي الحنيف دين الأخلاق النبيلة، والقيم الفاضلة، قائمٌ على العدل، آمرٌ بإعطاء كل ذي حق حقه، ولمّا خالف كثير من المسلمين تعاليمه وآدابه: نشأت الأنانية، وتقطّعت الأواصر الاجتماعية، وانتشر الظلم، وساد الجفاء.
ولا شك أن رابط الزوجية من أهم الروابط التي اعتنى الإسلام بضبطها، وشدّد على رعايتها وصيانتها، إلا أننا نرى الخلافات الزوجية تكثر لا سيما عند الأزواج الجدد، تلك الخلافات التي قد تصل إلى مرحلة متقدمة يصعب حلها، وقد ينشأ بسببها فراق، ويحدث بعدها طلاق.
«الجزيرة» طرحت تلك القضية على عدد من مأذوني الأنكحة للتعرف حول مسؤوليتهم في توجيه المقبلين والمقبلات على الزواج.. ولماذا يقتصر دورهم غالباً على عقد النكاح فقط؟.. وكانت إجاباتهم على النحو التالي:
الميثاق الغليظ
بدايةً يقول عبدالله بن محمد العمار: للمأذون الشرعي دور مهم، وعليه مسؤولية جسيمة؛ فهو نائب عن ولي أمر المسلمين في توثيق أعظم العرى وأقوى الوشائج إنه عقد النكاح الميثاق الغليظ قال تعالى: {وَأَخَذْنَ مِنكُم مِّيثَاقًا غَلِيظًا}، ولاريب أن مثل هذا العقد له آداب وأحكام شرعية ونظامية كفلتها الشريعة ونظمتها الدولة -حفظها الله- ألا ممثلة بوزارة العدل إدارة عقود الأنكحة، ومن هنا كان عليه التزامات وواجبات لابد له من معرفتها وأن يلتزم بها.. ودور مهم يتحتم عليه القيام به، ومن تلك الأمور دوره قبل إجراء عقد الزواج في وعظ الزوجين وتذكيرهما بحقوق كل طرف على الآخر وتعظيم هذا العقد واحترامه، وأن يعرف كل واحد من الزوجين ما عليه ليبنى بذلك أسرة صالحة وبيتاً سعيداً يعيش في كنف الطاعة ومظلة الراحة ويكون مصدراً للطمأنينة والسعادة، ومن تلك الأدوار كذلك أن يبين للزوجين أركان البيت السعيد القائم على المودة والحب والتسامح، وأن المشكلات العائلية لم يخلُ منها بيت النبوة ولا بيوت السلف من بعده، وأن الموفق حقاً من يتخذ من هذه المشكلات منبراً يعتلي به قمة المحبة وتاج المودة، وتنبيه الزوجين على أن يكونا هما مصدر حل لمشاكلهما إن وقعت، وألا يدخلا أطرافاً من ذويهما في حلها قدر الإمكان وألا يعدما مستشاراً مؤتمن أفردا كان أو مؤسسة أو مكتباً ممن له خبرة ودراية، ومما ينبغي على المأذون كذلك: التنبيه على بيان الطريقة المثلى في التعامل مع مستجدات العصر والتقنية الحديثة، وبيان مالها من أثر جسيم يمتد إلى دخول المشكلات الزوجية المحاكم الشرعية والوقائع شاهدة على ذلك ومعرفة كذلك القدر الأنسب والعلاقة الأجذب التي تمكّن لكلا الزوجين الاستفادة من مواقع التواصل الاجتماعي لتكون ساعد بناء لا معول هدم وإفناء،. وكثيرة تلك الأدوار على المأذون الشرعي لا يمكن حصرها وتختلف باختلاف الحال والزمان والمكان لكن على المأذون الشرعي استحضارها والتذكير بها واحتساب الأجر عند الله سبحانه وتعالى فهو الهادي إلى سواء السبيل.
أسرار الزوجين
ويعدد مرجي بن سليمان العنزي نصائح مأذون شرعي للمقبلين على الزواج: أولاً: التفاهم يعتبر التفاهم بين الزوجين من أهم الخطوات التي تساعد في حل المشاكل التي من الممكن أن تقع بينهما، بحيث يتوجب على كل طرف من الأطراف تفهم أفعال الطرف الآخر ووجهة نظره، وذلك من أجل تفادي الوقوع في المشاكل. ثانياً: التجديد الدائم يعتبر التجديد المستمر عنصراً هاماً لإنجاح الحياة الزوجية. ثالثاً: تحمل المسؤولية والمشاركة يتوجب على كل زوج أن يعرف مسؤولياته تجاه شريكه، حيث إنّ ذلك يعتبر من الأمور الهامة التي تساعد في استمرارية العلاقة الزوجية. رابعاً: استعادة الذكريات السعيدة في فترة الخطوبة إنّ تذكر المواقف المبهجة والسعيدة في فترة الخطوبة يساعد على إبقاء المشاعر جياشة بين الزوجين. خامساً: الخصوصية.. إنّ الحفاظ على الأسرار الخاصة بين الزوجين تعتبر من أهم الخطوات التي تساعد على الحفاظ على مستقبل العلاقة الزوجية.
الدور الفاعل
ويشير تركي بن غازي المالكي إلى أنه ينبغي للمأذون الشرعي وهو محتسب في عمله أن يكون له دور فاعل في تكوين أسرة مسلمة صالحة نافعة للمجتمع من خلال تقديم النصح والاستشارة للزوجين قبل الزواج وبعده والمساهمة في حل المشكلات التي غالباً ما تكون في بداية الحياة الزوجية نظراً لقلة خبرة الزوجين وصغر سنهما طلباً للأجر من الله تعالى.