أسامة الحربي.. شاب من ذوي الاحتياجات الخاصة أنعم الله عليه بنعمتي الإرادة والموهبة.. بدأ أول محاولة له لرسم (خيمة)، وهو في الصف الرابع الابتدائي بمعهد التربية الفكرية شرق مدينة الرياض، واستطاع بها كسر الحاجز النفسي بينه وبين الرسم، حتى أتقن مهارات رسم الأشياء والمعالم خلال مراحل الدراسة، ثم تحول لمرحلة رسم الشخصيات، وتطور إلى تعلم فنون النحت على النحاس، والذي بدأ فيه على يد معلمه في التربية الفنية يوسف القسومي.
بداياته مع النحاس كانت مع خامات ثقيلة يتم الرسم عليها باستخدام دق المسامير أو ما يعرف بـ(السكروب)، وكانت أولى أعماله رسم شعار المملكة وراية التوحيد، وانتقل بعدها إلى الخامات الأخف وزناً وكثافة، حتى ارتبط اسمه بمجال الرسم على النحاس خلال السنوات القليلة الماضية.
التقى أسامة بمسئولي «بارع»، فشجعه للمشاركة في الجنادرية ضمن الأماكن الخاصة بالبرنامج في واحة السياحة والتراث بالمهرجان الوطني للتراث والثقافة بالجنادرية، وقام بعرض منتجاته من لوحات الرسم على النحاس في ركن خاص يتبع (بارع) في الساحة الرئيسية لجناح الهيئة بالمهرجان، فذاع صيته، وتمت استضافته في أكثر من 16 حلقة تلفزيونية، وأصبح دائم التواجد في المعارض والمهرجانات بالمملكة، فأصبح بإمكانه تسويق منتجاته عن طريق التواصل مع الجمهور، وتوفير طلباتهم من صور شخصية، وأدعية، وأذكار على لوحات نحاسية ذات أحجام مختلفة.
اختارت الهيئة العامة للسياحة التراث الوطني ممثلة في البرنامج الوطني للحرف والصناعات اليدوية (بارع)، الشاب أسامة الحربي ليكون مدرباً لذوي الاحتياجات الخاصة على فنون «الرسم على النحاس»، يكون أحد الحرفيين المعتمدين لديها للمشاركة في الدورات التدريبية ضمن البرامج التي يقدمها (بارع) لإتاحة الفرصة لبروز مواهب وتجارب واعدة. يقول أسامة إن البرنامج الوطني للحرف والصناعات اليدوية (بارع) يساهم في تطوير مهارات وقدرات الحرفيين والحرفيات في المملكة، ويحرص على إتاحة الفرصة لهم لعرض منتجاتهم في الفعاليات المختلفة التي تشارك فيها الهيئة.
وأضاف أن الهيئة تسعى لإبراز القيمة الفنية والإبداعية التي يتمتع بها الحرفيين والحرفيات في مختلف مناطق المملكة، وأنه عند مشاركته في فعاليات مهرجان الجنادرية وجد جناح الهيئة به حوالي 300 حرفي وحرفية يعرضون أفضل فنون الحرف من مختلف مناطق المملكة، فأدرك قيمة الدعم والتشجيع الذى تقدمه الهيئة لأبناء الوطن ليكونوا متميزين في حرفهم.