سعد بن عبدالقادر القويعي
هو أحد الخبراء الدوليين في مجال مكافحة المخدرات، تقلد العديد من المناصب القيادية في المديرية العامة لمكافحة المخدرات، واللجنة الوطنية لمكافحة المخدرات، إلى جانب مشاركاته العديدة في عضوية عدد من اللجان الحكومية المتخصصة، وترؤسه، ومشاركاته في مؤتمرات عالمية داخل، وخارج المملكة، -إضافة- إلى إشرافه على إصدارات، وكتب تتحدث عن آفة المخدرات، وذلك من خلال تكوين الوعي -الثقافي والاجتماعي والصحي- لدى أفراد المجتمع، والعمل على ترسيخ الانتماء الوطني؛ باعتبار قضية المخدرات قضية وطنية، وتعزيز القيم -الأخلاقية والاجتماعية- لدى فئة النشء، والشباب، والفتيات؛ لحمايتهم من الوقوع في براثن المخدرات، وتقديم المساعدة للأسر التي لديها مدمن، وإعادته إلى وضعه الطبيعي.
شخصية قيادية عملت بإخلاص، وتفاني، هو، وفريق عمله؛ لإيقاف السموم عن أبنائنا، وذلك من خلال رؤية واضحة لما يريد تحقيقه، وإدارة حازمة لما يريد إنجازه. كما أنه لم يعتمد على مفهوم الرجل الواحد، أو صاحب السلطة المطلقة في إدارة العمل، بل استبدلها بثقافة المجموع، والتي تنطلق من مبدأ تحقيق الأفكار، واختلاق الأحداث، وتنفيذ الأوامر المدروسة من غير تردد؛ كي يحرّك الركود؛ حتى وإن رأى المشاكل الخطيرة كتحديات؛ لكنه يمكن اجتيازها، وعقبات يمكن التغلب عليها، وإعطاء الأمور حقها، وقيمها، وبما يتناسب مع الزمان، أو المكان، أو المعطيات؛ فتبلورت من خلالها إمكانات شخصية ذاتية، وخبرة عملية، وحضور ذهني، وتصور أوسع، وموهبة أكيدة في مشروع قيادة ناجحة، ومقتحمة، وجريئة في معالجة القضايا الأكثر أهمية.
عمر نبراس -اليوم- سنتان ونصف -فقط-؛ إذ تعد ترجمة حقيقية لتوجيهات القيادة الرشيدة، وفق نظرة ثاقبة؛ كونها تتوافق مع رؤية المملكة 2030، والتي تحمل استشرافاً لمستقبل الوطن، والمواطن، من حيث الاهتمام بتوفير بيئة صحية آمنة؛ فانطلق المشروع الوطني للوقاية من المخدرات «نبراس» يوم الأحد 6-8-1436هـ، بهدف تنسيق مختلف الجهود الوطنية، وتطبيق المعايير، والخطة النموذجية؛ لتحقيق التكامل، والفاعلية، والجودة في مجال أعمال الوقاية من تعاطي المخدرات، والمؤثرات العقلية؛ فاستطاعت من خلال تلك المدة الزمنية القصيرة، أن تصدر بشكل رسمي أكثر من أربعين كتاباً -حتى الآن-، وتُرجمت إلى اللغة الإنجليزية؛ لكي تبرز في المحافل الدولية، -إضافة- إلى أكثر من عشرة آلاف تغطية إعلامية. كما استطاعت أن تصدر حقائب تدريبية متخصصة ببيئات التعليم، والأئمة، والخطباء، والدعاة، والإعلاميين، والقادة الكشفيين، وذوي الاحتياجات الخاصة، وغيرها كثير. -وفي المقابل- فإن سبع جامعات رئيسة في هذا المشروع، وستاً وعشرين جهة حكومية -كلها- تعمل مع المديرية العامة، والجهات التنفيذية لمشروع «نبراس».
أنجزت «نبراس» في عهده العديد من الإنجازات؛ لعل من أهمها: إنشاء أكاديمية «نبراس» للتدريب الإلكتروني، ونجوم «نبراس» الرياض، والذي يستهدف النشء مع نجوم الرياضة، وإنشاء الشبكة العالمية المعلوماتية عن المخدرات «جناد»؛ لتقديم خدمات متعددة، منها: خدمة الاتصال المجاني لسهولة التواصل مع المجتمع على الرقم 1955، تحت إشراف مباشر من اللجنة الوطنية لمكافحة المخدرات، والمديرية العامة لمكافحة المخدرات، بمبادرة من شركة «سابك»، وإنشاء ثلاثة مستشفيات عن طريق القطاع الخاص، برأس مال 515 مليون ريال في الرياض، والطائف، وإطلاق مشروع أكاديمية «نبراس» للتدريب الإلكتروني، وهو عبارة عن أكاديمية علمية تقدم خدمات للتدريب، والتعليم عن بعد، وذلك من خلال شبكة الإنترنت، وإقرار الدبلومات في الجامعات، ومقرراً جامعياً إجبارياً في كل الجامعات -الحكومية والخاصة -، -وكذلك- إقرار المناهج الدراسية في المراحل التعليمية الثلاث، وما يتعلق بالمادة الإجبارية، ومثله -أيضاً- إقرار برنامج الزمالة للأطباء؛ لإيجاد أطباء متخصصين في علاج الإدمان، -إضافة- إلى توقيع مذكرة تعاون بين وزارة العمل، ووزارة الصحة؛ لإنشاء جمعية «نبراس» -العلاجية والتأهيلية-؛ هدفها الأساس إنشاء مراكز تأهيلية، وأن يعالج المواطن في المستشفيات الخاصة، ثم يؤهل في المراكز التأهيلية مجاناً.
كان يشدد على دور الإعلام التنويري في رفع مستوى الوعي، ومن ذلك: استغلال المنابر الإعلامية، كالتلفاز، والفضائيات، ومواقع التواصل الاجتماعي، كتويتر، والسوشيال ميديا -بتفاصيلها-، والصحف، والملتقيات، والمراكز التجارية، والشاشات الإلكترونية، وورش العمل، والمعارض، كل ذلك؛ من أجل مواجهة التحديات التي تعيشها بلادنا في هذه المرحلة الحرجة، وتعريف شرائح المجتمع بأضرار تلك الأفة، والسموم، وذلك من خلال رسم السياسات العامة، ووضع الإستراتيجيات الوطنية في المجال الأمني، والمجال الوقائي، والمجال العلاجي، والمجال التأهيلي، -إضافة- إلى تطوير عمليات المراقبة، والمتابعة، والتوسع في الرقابة الإلكترونية، والتي باتت تشكل عصب المتابعة الاستخباراتية، والرقابية في عالم الاستثمار في التقنيات الأمنية، وتطوير الكفاءات البشرية، والتوسع في استحداث أقسام جديدة، وربطها بمراكز المعلومات الدولية، ورفع مستويات التنسيق الدولي المرتبط بمراكز الرقابة التقنية، وتبادل المعلومات.
في كل مرة التقينا به، كان يحدثنا باستمرار عن الجهود الجبارة، والنجاحات الأمنية الاستباقية المستمرة التي تحققها وزارة الداخلية برجالها البواسل، من الذين يقفون حائط صد أمام كل محاولات اختراق الوطن، عبر بث الفتنة، والإرهاب، وتدمير الشباب، واستهدافه، وذلك عن طريق إيقاعهم في هوة الإدمان؛ بترويج كل أنواع المخدرات المهلكة، والتي تدمر عقول شبابنا. كما تجسد ذلك في دعم جهود الأمانة العامة للجنة الوطنية لمكافحة المخدرات، والمتمثلة في المشروع الوطني «نبراس»، في سبيل مكافحة هذه الآفة السامة، وذلك بالتنسيق، وعقد الشراكات -العلمية والبرامجية- مع المنظمات -الدولية والحكومية والخاصة- المعنية بالأمر، -وكذلك- مع المعاهد، والمراكز البحثية، ومراكز التأهيل العلاجي -ذات الباع الطويل- في مكافحة المخدرات عالمياً.
أبا فيصل.. إن جاز لي أن أختم بشيء، فهي الإشارة إلى أن الإنجاز سيتبعك حيثما ذهبت، وستحيل أصابعك كل المصاعب إلى نجاحات كبيرة. فأنت المحب لكل مفردات بيئتك؛ لأنك امتلكت همة، ورؤية، وبصيرة، وعقلاً منفتحاً قادراً على استيعاب المتغيرات. وستبقى دائماً في قلوب محبيك، بما زرعته من ذكريات جميلة، وطبعته من بصمات مضيئة، حين قفزت بـ»نبراس» قفزات مذهلة نحو النجاح في وقت قصير، وكنت قادراً على رؤية كافة التفاصيل، بما يتناسب مع الصورة الكاملة ببراعة شديدة، وعبقرية مذهلة.