أ.د.عثمان بن صالح العامر
مع كل حدث إرهابي يجدّ داخل حدود أرض بلادنا المقدسة يراد منه النيل من أمننا، والتعريض بِنَا قيادة وعلماء وجنوداً وشعباً، مع كل تحرك خبيث سواء أخذ صبغة عسكرية أو سياسية وفكرية تنكشف لكل صاحب عقل صادق سواء لحظة الحدث أو ما بعده من تصريحات ومهاترات وصور مفبركة أوراق مخزية، وتظهر دلائل قاصمة، تعزز من البراهين التي سبقت وعرف عنها الكل خاصة ما كان منها ذا صلة مباشرة بتورط إيران وقطر في دعم الحوثيين وتزويدهم بالمال والعدة والعتاد، وفي ذات الوقت تعطي هذه المستجدات لبلادنا الغالية المملكة العربية السعودية الحق كل الحق أمام الرأي العالمي أن تتخذ من التدابير والإجراءات ما يكفل لها الرد - بما تراه مناسباً زماناً ومكاناً وحالاً - على جميع الأطراف الذين ثبت تورطهم في إرسال الصواريخ على عاصمة بلادنا الغالية الرياض، أو ممارسة التضليل الإعلامي والكذب المكشوف حين التحليل والتعليق والاستضافة والتصوير بعد كل حدث ولو هامشي، كما هو حال جزيرة قطر المفضوح، ومواقع التواصل الاجتماعي التي هي بمثابة الطابور الخامس المدعوم من نظام الحميدين والحكومة القطرية.
في المقابل مع كل حدث عسكري أو موقف سياسي أو إجراء سيادي يتعزز الشعور لدى المواطن والقاطن المقيم وكذا الزائر والمعتمر بتميز قواتنا وبسالة رجال أمننا وجاهزية جنودنا البواسل براً وبحراً وجوا، ولَم يكن لهذا أن يتحقق لولا أن الله عز وجل منّ على هذه البلاد المباركة بقيادة عازمة حازمة تقف بالمرصاد لكل من هم بسوء ذي مساس بعقيدتنا ومقدساتنا وأرضنا وشعبنا.
كما أن الرب جل في علاه ألف بين قلوبنا وجمع كلمتنا ووحد لبناتنا صفاً خلف قيادتنا مدنيين كنّا أو عسكريين صغاراً وكباراً رجالاً ونساء فله سبحانه المنة والفضل وحقه العبادة والشكر.
وثالث ما تكشفه هذه الصواريخ أن هناك عدوا يتربص بِنَا ويكيد لنا ويوظف الحوثيين وغيرهم من الميلشيات والجيوب والجماعات من أجل إراقة الدم على تراب أرضنا الطاهر، ولذا فلا منزع لأحد عربياً كان أو مسلماً أن يلتحف بالصمت ويلوذ بالسكوت، وهو يرى ويسمع عن المخططات الإيرانية الإرهابية والخيانات القطرية الإخوانية التي تهدف إلى جعلنا في خليجنا العربي أثراً بعد عين لا سمح الله.
وَمِمَّا تكشفه الصواريخ والأزمات والتربصات والتحركات المشبوهة المتوالية على بلادنا الغالية المملكة العربية السعودية النفس الطويل والصبر الحليم الذي يتمتع به قادتنا مع مثل هذه الاختراقات والتصرفات الهوجاء التي تُمارس من قبل من ينفذون مخططات الأعداء ويحاربون بالوكالة عن حكومة الملالي أو غيرها، حقناً من بلاد الحرمين الشريفين المملكة العربية السعودية لدماء المدنيين وحرصاً على سلامة اليمنيين وحفاظاً على أمن المنطقة واستقرارها. حفظ الله بلادنا، وأدام قادتنا ونصر جندنا ووحد صفنا وحمى ثغورنا ويسر أمورنا، وإلى لقاء والسلام.