علي الصحن
هل بدأت إدارة الهلال بالعمل للموسم المقبل؟
بقي للهلال أربع مباريات (ربما تصبح ستاً في حال نجح في تجاوز المأزق الآسيوي الذي رمى نفسه فيه) ثم ينتهي موسمه، من الواضح أن هناك أندية بدأت العمل والتحضير المبكر، فيما يبدو ظاهراً أن الهلاليين مشغولون بما بقي من استحقاقات الموسم قبل الشروع في كتابة مسودة خطط الموسم الجديد.
العمل في ناد كبير مثل الهلال يجب أن يكون تراكمياً متواصلاً، لا يوجد فيه نقطة توقف، والخطط يجب ألا تكون ذات مدى واحد، في ناد كبير أو في منشأة ذات قيمة أو مؤسسة لها وضعها وأهميتها، يجب أن يكون العمل على خطين، خط حالي وخط للمستقبل، دون ترك شيء للمفاجآت والظروف، ودون تجاهل المخاطر المحتملة أيضاً.
الهلال هذا الموسم ليس الهلال الذي نعرفه، ليس هلال الموسم الماضي على الأقل، فرط الهلال بالكثير، فرط في اللقب الآسيوي وقد كان في متناول اليد، وفرط في لقب كأس الملك الذي يحمله بخسارته من القادسية، وفرط في نقاط سهلة في الدوري جعلته في وضع صعب للغاية مقابل الحفاظ على اللقب، ويبدو في الأفق أيضاً أنه على مشارف الخروج من دوري أبطال آسيا من دور المجموعات وهو أمر لم يعتده الهلاليون من فريقهم.
احتياجات الفريق الأزرق ظاهرة بينة، ليست وراء ستار من الضباب، بل هي تحت الضوء ولا تحتاج إلى جهد بالغ لاكتشافها، سنوات عدة مضت والهلال يعاني من غياب اللاعب الهداف، حاول الهلاليون رتق هذه المشكلة لكن ما من حل نجح في النهاية، مرت تعاقدات الهلال بكل القارات، تعاقدوا مع لاعبين محليين ومع لاعبين أجانب، أسماء كثيرة مرت خلال السنوات السابقة على مركز رأس الحربة ولم يوثق أحد نجاحه بالشكل الذي يجعل الهلاليين يتذكرونه ويجعلونه في قائمة اللاعبين التاريخيين في الهلال.
الهلال يحتاج لمدرب ويحتاج لمدافع مميز ويحتاج لصانع ألعاب ماهر، يحتاج الهلال الكثير وينقصه الكثير، لكن لا شيء أهم من اللاعب الهداف، هداف مميز قادر على التعامل مع أرباع الفرص وأنصافها من شأنه أن يحجب كل المشاكل الأخرى، استحواذ كامل لا قيمة له بدون لاعب هداف، وهذا ما شاهدناه مع الهلال هذا الموسم، يسيطر ويمسك الكرة ويمرر أكثر ويسدد أكثر لكن ماذا يحدث في النهاية؟ يتعادل أو يخسر وتتسرب النقاط منه كما يتسرب الماء من الكف؟ فما الفائدة من أفضلية التي تذهب بعد صافرة النهاية مع الريح؟
في الهلال مهاجمون شبان مميزون، هناك عبدالرحمن اليامي ومالك العبدالمنعم على سبيل المثال، مثل هذه الأسماء لماذا لا يرسلها الهلاليون إلى معاهد تدريب مكثف خلال الفترة الصيفية المقبلة.
في الهلال خبراء فنيون مؤهلون، لماذا لا تسند لهم مهمة اختيار المهاجم الأجنبي القادم، ولن يصعب عليهم الوصول للضالة التي طال انتظارها، بدلاً من تكليف سماسرة أو وسطاء همهم المقابل المادي لا مصلحة الفريق.
حضر للهلال مدربون عالميون آخرهم رامون دياز، ولعب له صناع لعب على طراز رفيع، لكنه في النهاية لم يحقق أحلامه وكل طموحات محبيه لأنه افتقد لمن يسجل حين تعز الأمور وتدلهم المواجهات.
هل تذكرون على سبيل المثال ماذا فعل الكاتو وسيرجيو مع الفريق؟ وهل تذكرون أنهما لعبا للهلال وهو يضم الثنيان والجابر والتمياط.
إذا لم يتعاقد الهلاليون مع لاعب هداف عليه القيمة فستصبح كل حلولهم مجرد محاولات، وسيبقى الحل معلقاً حتى حين، الهداف هو مشكلة الهلال الحقيقية في السنوات الأخيرة، أما بغير ذلك فسيظل الهلاليون يدورون في دائرة مغلقة بحثاً عن حل قد لا يهتدون إليه سبيلاً.