أبها - عبدالله الهاجري:
وصف المستشار في الديوان الملكي المشرف على مركز الدراسات والشؤون الإعلامية سعود القحطاني مشروع الطاقة الشمسية 2030 الذي وقَّعه صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان آل سعود، ولي العهد رئيس مجلس إدارة صندوق الاستثمارات العامة في المملكة العربية السعودية، الثلاثاء الماضي مع السيد ماسايوشي سون، رئيس مجلس الإدارة لصندوق رؤية سوفت بنك، عبر مذكرة تفاهم لإنشاء «خطة الطاقة الشمسية 2030»، التي تُعد الأكبر في العالم في مجال الطاقة الشمسية، بأنه النفط السعودي الجديد.
وقال القحطاني في عدد من التغريدات أمس: «الحمد لله على هذا المشروع الجبار الذي لا يستطيع عمله أحد في العالم إلا دولتنا. بدون مبالغة، ستكون نتائج مشروع الطاقة الشمسية للسعودية بعد سنوات قريبة مثل اكتشافنا النفط منذ عقود بإذن الله. ولمن يسأل عن حجم المشروع: هو أكبر من مساحة دولة قطر بمرة ونصف المرة».
وأضاف القحطاني: «اتصل بي بعض الإخوة معلقًا على عبارة أن لا أحد يستطيع عمل مشروع الطاقة الشمسية الأكبر في العالم إلا السعودية متسائلين عن دقة العبارة.
كلامي دقيق 100 %، وهو معلومة مؤكدة.
أما لماذا لا أحد يستطيع فعل ذلك غيرنا فسوف أورد بعض الأسباب التي فهمتها مع مراعاة أنني لست اقتصاديًّا.
الشمس، وموقعنا الجغرافي المميز، ومساحتنا الكبيرة التي تعادل قارة، ومناخنا.. تجعلنا في مصاف مجموعة من الدول التي تتميز بذلك، ويمكنها الاستثمار في الطاقة الشمسية. ولكن ماذا يفرقنا عنهم؟
الطلب: حجم الطلب بالسعودية كبير للغاية، خاصة مع المشروعات الكبرى التي تم إقرارها لرؤية 2030.
المواد الخام وإدارة المواد وسلسلة الإمداد: المواد الخام اللازمة للمشروع تحتاج إلى مواد خام معينة، أغلبها - إن لم يكن كلها - موجود وغير مستغل لدينا. مثلاً: السيليكا.
فوق هذا لدينا ميزة تنافسية. ما هي النقاوة؟! متوسطها لدينا 97.5 %، وتصل لـ99 %. وقس على ذلك بقية المواد، مثل النحاس والزجاج».
وتابع المستشار القحطاني: «إضافة إلى ما سبق فالسلسلة لدينا منذ استخراج المواد الخام ومعالجتها.. إلخ، وتوزيع (المنتج) بالكميات الصحيحة إلى المواقع الصحيحة في الوقت الصحيح؛ لكي تكون كلفة النظام الكلية أخفض ما يمكن مع المحافظة على الجودة المطلوبة.. هو أمر - بحسب الدراسات المعمقة - لا يوجد إلا لدينا، ويستحيل منافستنا.
بعبارة أخرى: تكلفة هذا المشروع علينا قليلة جدًّا مقارنة بالعوائد. لو وضعنا لأنفسنا هامش ربح مثلاً 20 % فإن منافسينا كافة عند هذا الهامش يستحيل أن ينافسونا، وسيخسرون؛ وسيخرجون من السوق بخسائر فادحة. ولا حل لهم إلا بأوبك جديدة، نتولى قيادتها، ونضع سياستها.
هذا المشروع يساوي اكتشاف النفط».
وأبان في تغريدة له: «الأجمل من هذا أن لدينا قوة نقدية هائلة وفورية (كاش)، تمكننا من الاستثمار الفوري في هذا القطاع، والريادة فيه. وهذا أمر سار للعالم بأسره، وليس لنا فقط؛ فنحن بهذا عجَّلنا في مسار، سيتوافر له الجودة العالية والسعر المناسب (في الطاقة). فكأننا قطعنا بتقدم هذه الصناعة سنوات ضوئية.
فوق هذا كله: سيوفر المشروع مائة ألف وظيفة في السعودية. وزيادة بمليارات الدولارات في إجمالي الناتج المحلي.
ولكن هل هذا سيؤثر على صناعة النفط؟
بكل تأكيد لا. النفط - حسب كل الدراسات - سيزيد دوره وأهميته في العالم. ونحن سنستفيد:
طاقة شمسية بسعر لا يمكن منافسته، وربح كبير.
أسعار كهرباء مخفضة للمواطنين.
الشركة التي ستقوم بهذا المشروع ستُطرح بالسوق السعودي، وستكون فرصة استثمارية عظيمة للمواطنين.
حين يقل اعتمادنا العالي على النفط محليًّا سنقوم بتصديره أو تحويله لمنتجات بتروكيماوية.. إلخ، التي تشير كل الدراسات إلى أن أسعارها سترتفع السنوات القادمة».
وحول هذا المشروع وماذا سيقدم عام 2030 أوضح سعود القحطاني: «ما هو المفترض أن يحصل 2030 إن شاء الله؟ 100 ألف وظيفة بالسعودية، وزيادة الناتج المحلي بما يقدر بـ12 مليار دولار أمريكي، إضافة إلى توفير ما يقدر بـ40 مليار دولار أمريكي سنويًّا.
لهذا فأقل ما يقال عن مشروع الطاقة الشمسية إنه النفط السعودي الجديد».