د.عبدالعزيز الجار الله
الصواريخ الباليستية التي أطلقها الحوثي مساء الأحد الماضي دفعة واحدة على مناطق: الرياض وعسير وجازان ونجران. وإن كانت مزعجة لنا وقلق وخوف لكنها كشفت للعالم أن إيران تعد دولة معادية ومستمرة في عدوانها، وأنها تتلون وتنقلب على مواقفها، كانت إيران تُمارس هذا السلوك السياسي والشعبي والتاريخي منذ اجتاحت جيوش الجزيرة العربية والعراق الأراضي الفارسية وكسرت دولة ساسان وأذابت حضارة فارس في بوتقة الحضارة الإسلامية، وأنهت إلى الأبد الإمبراطورية الفارسية.
أصبحت تعيش على الغدر وتلون المواقف والخبث وترسخت هذه العقيدة بعد تقلد الملالي قادة الثورة المذهبية عام 1979م، ولم يكشفهم سوى صدام حسين الرئيس السابق للعراق الذي دخل الحرب معهم من عام 1980 وحتى عام 1988م فكان العراق يرفع صوته ليسمع الأمم المتحدة بأن حكومات هذه الدولة لا ميثاق لهم ولا عهد، وأن سلوكهم يقوم على الخبث والخداع والكذب.
اليوم يصل العالم لهذه الحقيقة المرة أن إيران دولة تخريبية وأنها تتقن التعامل مع المنظمات والمليشيات والمارقين، ولا تتعامل مع الدول والنظام العالمي الجديد، كان أمامها فرصة للتصالح مع السعودية ودول الخليج، وهي ترى حال اليمن ينفك من قبضتها، وسوريا تنفصل عن محيطها وتصبح لعبة عالمية، ولبنان يتشكل بعيدا عن حزب الله وقضايا الجنوب اللبناني، لكنها مساء الأحد الماضي تؤكد للعالم بكل الأدلة أنها دولة معادية ولا يمكن الوثوق والاطمئنان لها، وأنها تستغل الروابط للنيل من دول الخليج روابط الدين والجوار والجغرافيا والتاريخ المشترك.
أراد الله أن يكشف إيران للعالم عبر تزويد الحوثي بصواريخ قادرة على الوصول إلى الرياض، وبهذا النوع من التسلّح يترسخ موقف الدول في عدم حصول إيران على السلاح النووي وتقنية صواريخ الباليستية، حيث يطالب العالم بوقف تسابقها، إيران اليوم تعيش نفس تخبطها أيام حربها مع العراق، وهي منهكة سياسياً واقتصادياً واجتماعياً وصواريخ الحوثي لن تخرجها من دائرة الشتات.