د. خيرية السقاف
الرسالة الحوثية مفخخة بسبعة صواريخ معاً, في ليلة واحدة اتجهت إلى هدف يقض مضاجعهم وهو المملكة العربية السعودية، لم تكن سراً, ولا يعنيهم ظلام الليل فأنوار الفلاشات, وعدسات التصوير, ووسائل الرصد للعيان في يد الطفل النائم عند استيقاظه على دوي انفجارها, وفي دفاعات الأمن في انسيابية أدائهم..
ففي ضوء تِقانة العصر كل خبيء معروف, وكل فعلٍ مكشوف, وكل فاعل موصول بعنوانه مكاناً, وزماناً, وفعلاً, حركة, وهمساً..
والضمائر التي في صدورهم, ونواياهم التي تُشاهَد في النور محركات لسبعتهم المنفجرات في فضاء السعودية, الخائبات بتدميرها كلها دون مُضاء لغرضهم في أي شبر من أراضيها..
بيد أن خيبتهم الكبرى أنها ليست الرسالة التي يريدون للسعودية بتعريفها بقدرتهم العتادية,
بل إنها رسالتهم المرتدة عنهم للعالم كله بتأكيد مقاصدهم من أفعالهم, بنوع عدائهم, وسطوة اعتدائهم, باختراقهم المواثيق الدولية, والصفح عن القوانين المُلزمة, والتمادي في العبث السافر, والإيغال في الحقد المتفجر, والاصابة بالصرع المفرط, والتمادي في الانصياع السادي لكل هذه الدوافع في صدورهم..
وهي أي هذه السبعة الموبقات إن كانت رسالة فُرِّغت في فضاء السعودية من غايتها, فإنها لذوي الهدف منها ترتد إليهم, أمام العالم بالدليل الإضافي لمروقهم في التمادي في طفولة العبث بقيم الحق, وميثاقه..
إن أصحابها متجاهلون أن للمعارك ميادينها, وعقولها..
وأن الرجال الحكماء وحدهم من لهم إشارة بدئها, أو إيقافها..
وأن الحرب حين تكون في جانب لحق الإنسان, والأوطان, فإنها تفقد عدالتها حين يكون في جانبها الآخر انبعاث حمم بركان عفن يندس في مضمارها, ويكون باعثاً لتمزيق مواثيق الحياة في ضوء قوانينها الضابطة, ومقاييسها الفاصلة أمام البشرية بأكملها..
إنها الرسالة, فسبعتهم الموبقات - هؤلاء الحوثيون, وداعموهم- التي أرسلوها لفضاءات مدن السعودية قد آلت فأصبحت رسالة مرتدة إليهم دون أن يحسبوا لذلك حسابا..
والحساب آت..