إبراهيم عبدالله العمار
هل سألت نفسك هذا السؤال؟
الغالبية لا تفكر فيه، وإنما يوجد لدينا ارتياح فكري أننا ولدنا والحمد لله في بيئة موحّدة، وغُذّينا بالإسلام مع حليب أمنا، لكن ماذا ستفعل لو ذهبت إلى بيئة أخرى وسألك أحدهم: لماذا تصلون 5 مرات يومياً؟ لماذا تصومون؟ لماذا توجد آيات الجهاد في كتابكم؟ ماذا سنرد؟
إذا لم تفكر في أصل الأمور ستجد أنك تقف حائراً لا تدري ما تقول، وهذا ما حصل لبعض الناس لما جُوبهوا بهذه الأسئلة، فأحدهم مثلاً سُئل في دولة غربية: لماذا نساؤكم يتحجبن؟ وفاجأه السؤال لأننا لم نتعوّد أن نعرف أُصول أجوبة مثل هذه الأسئلة.
من المهم معرفة هذه الأمور خاصة لمن سيتعامل كثيراً مع غير المسلمين (حتى هنا في بلاد الإسلام)، وكذلك لنوعيات من الناس ذات أذهان ساخنة تكثر من التفكير والتساؤل ولا تكفيها إجابة باردة تحاول إسكات السؤال أكثر من إرضاء حب المعرفة.
وفي هذا الزمن الذي تقارب فيه العالم بسبب الإنترنت صارت المسألة أهم من ذي قبل، وأعتقد أنه مفيد لو أدخلنا مثل هذه الإجابات في المدارس لتسليح صغار وشباب المجتمع ضد المتربصين على الإنترنت ممن يحاول زعزعة عقائدهم. أريد أن أسأل أحد طلابنا: لماذا تؤمن بالله؟ لماذا أنت مسلم ولست على الدين الفلاني؟ لماذا أباح الله التعدّد؟ ويعطيني رداً مفصّلاً قوياً يُظهر رسوخ مبادئه في نفسه بدلاً من إجابة معلّبة تُنبِئ عن ذهن يمكن إعادة تشكيله ليعتنق العقائد الفاسدة.
الآن حتى أصغر الصغار صار لديهم جوالات وألواح رقمية وكلهم متصلون بالإنترنت، بيئة تمتلئ بأعداء فكريين، وقد يمرون على هذه التشكيكات.. فهل أبناؤك جاهزون؟