شخص يزخر بصفات نوعية.. فلسفته في حياته الأفعال أعظم من الأقوال..حديثه أفعاله ومشروعاته التي يشهدها الواقع في عالم التجارة والاقتصاد والعقار والأعمال الخيرية والوطنية.
محمد بن عبدالله بن فوزان السابق اسم الأسرة يشعرك بأمرين فيهما فأل وعطاء الأول السبق فجدهم سابق والثاني الفوز وهو نتيجة الجد ليس فقط فوز بل فوزان.ومهما عددت من الصفات الحميدة فيه فإن صفة الكرم الحاتمي هي من أبرز المحامد التي يتحلى بها أبو طارق عصامي بدأ بسيطاً متواضعاً لا يملك إلا الإرادة التي أكسبته الجرأة ، إرادة لا تكل ولا تمل لم يتوقف عند الصعوبات والتحديات التي واجهته.. بل جعلها دروساً لحياته ومسيرة نجاحه.
رجل بمعنى الكلمة لا يحب الأضواء.. لكنها هي التي تبحث عنه..!!
سأتوقف على ذكر بعض الصفات والتعليقات
أولاً: إنه بكل ما تحمله الكلمة رجل يحمل قلباً سليماً. وتقرأ هذه السلامة والأمانة في تصرفاته وابتساماته وتعاملاته. هذه السلامة التي يفتقدها بعضنا حينما يقدم مصالحه وامتيازاته ضمن حساباته في مختلف تصرفاته..!!
سلامة القلب سمة واضحة على جبينه وهي أعظم ما يمتدح به الإنسان حيث ميّز الله إبراهيم الخليل بها «إذ جاء ربه بقلب سليم».
ثانياً: شخصية كريمة حيث لا يمكن أن تحصي احتفاءاته بالناس.. كل الناس من دون استثناء.. بيته عامر بالداخل والخارج.. يبذل ويحتفي ويتواصل ويكرم. وما نلاحظه مع كل زيارة واحتفال أنه يطير فرحاً وسعادة بعد ذلك..!!
ثالثاً: الجوانب الخيرية في شخصية الفوزان تتعدد بتعدد مجالاتها فله مع كتاب الله وحفاظه وجمعياته في الوطن كله دعم متواصل لا يعلم ذلك إلا الله.. وتتنوع بين دعم وأوقاف ورعاية ومنشآت للطلاب والطالبات.
وقد وقفت على أشياء من ذلك وسمعت قصصاً تستحق أن يكتب عنها المؤلفات. كنت في مناسبة معه في الحرم المكي وإذا بالسفر للأكل التي تعد بإعداد كبيرة للمعتمرين والحجاج والصائمين والمصلين في الحرم المكي فرأيته يقترب من المشرف عليها وعلمت بعد الحديث معه بأن هذا دأبه في كل يوم منذ ما يقارب الثلاثين سنة هنا وفي المسجد النبوي الشريف يضع من أفخر أنواع التمور من مزرعته في القصيم ويملأ الموائد بما تحتاج إليه هناك مع عمالتها الدائمة. وله مع عمارة المساجد ودعم الجمعيات والمشروعات الخيرية وطلبة المنح وغيرها كثير بفضل الله مواقف وقصص كثيرة.
رابعاً: أوقفت مالي لله.. هذه نيته.. وهنا الجانب العظيم.. الذي يتبين فيه الوفاء مع الله..
والأهم في الجانب الخيري وقفه لما تبقى من ماله لوجه الله تعالى.. فكل ما يملك في هذه الدنيا نيته خالصة لوجه الله. إنها النية الصافية والناصحة والخالصة.. وهي منحة من الله للرجال الأوفياء مع الله أولاً ومع البر والخير وكل مشروعاته ثانياً.
ما أعظم أن يصغر المال مهما كثر لأجل نعيم الجنة الذي ماله من زوال.
خامساً: حسه الوطني.
الرجال تعرف بالمواقف.. وكم وقف هذا الإنسان لخدمة الوطن ودعم مشروعاته واحتفالاته.. وما يقوم بزيارة إلا اقترح مشروعاً يفيد الجهة التي يزورها ثم يتبناه بكل حب وأريحية.
*مركز الكلى على سبيل المثال نموذج تبرع له بما يزيد على 20 مليوناً بناءً وتجهيزاً كان نتاجاً لزيارة الشؤون الصحية ببريدة قبل فترة. إنه يصر على أن يبذل ماله في كل ما يخدم وطنه وتنميته.
سادسا: رجل التواضع والعلاقات
الغريب أن دعواته واحتفالاته لا يدع أحدًا يقوم بها نيابة عنه.. إذ يقوم بالاتصال شخصياً على كل المدعوين تقديراً واحتراماً لهم.. وهذه مزية تعكس جم تواضعه وتقديراً لكل الشخصيات التي يدعوها..
سابعاً: تربية القيادة في أفراد أسرته:
من التميز الإداري مساعدته لأبنائه وأفراد أسرته بدعمهم في مشروعاتهم الخاصة.. كل حسب اهتمامه.. حيث يتم الدعم المادي والمساعدة لأي مشروع حتى يقوم المشروع على سوقه ثم ينفرد ابن الأسرة بإدارة مشروعه الخاص والتجديد فيه.
ثامناً: *استحقاق الريادة.
كل هذه الخصال وغيرها جعلت كبار أعيان وأهالي مدينة بريدة يجمعون على حبه ورئاسته للجنة الأهالي التي شكلها أمير المنطقة المحبوب د. فيصل بن مشعل.. فتم انتخابه بالإجماع لرئاسة مجلس إدارتها. وهو يعمل الآن مع الأعضاء جميعاً كالجسد الواحد دعماً لاحتياجات بريدة مشروعاتها.
تاسعاً: حينما نقرأ سيرة مثل هذه الشخصية نحتاج إلى أن نصحح مفاهيم الدعوة إلى الله التي نحصرها في في العلماء وطلبة العلم والدعاة وكأن رجال الوطن الباذلين لأموالهم وجاههم في سبل الخير لا يتم تصنيفهم كذلك..!!
إن الحقيقة الجلية أن أعظم مشروعات الخير قامت ودعمت واستقامت واستدامت -بحمد الله- ثم بدعم أبي طارق وأمثاله وهم يشكلون في تقديري أعظم درجات الدعوة..!! لتيسير سبلها ومسيرتها بالمال الذي يعد الأهم في استمرارها ونجاحها ففي الكلمة دعوة وفي المال دعوة وفي الجاه دعوة وفي كل ما يحسن الإنسان إذا بذله لله دعوة. عاشراً: هذا كلام موجز جدًا عن سلسلة من رجالات بريدة عنونته بـ(كنوز وطنية).
وهذه بعض المشاعر التي كتبتها قليلة في حق رجل كبير في مقامه ومكانته
(أبو طارق الفوزان.. موسوعة إنسان) لكنها صفات وسمات أرجو أن تكون دروساً لأجيال مستقبلنا لمعرفة الرجال والاستفادة من صفاتهم وسيرهم ومسيرتهم الذهبية الوطنية.
** **
- أ.د.خالد الشريدة