«الجزيرة» - عوض مانع القحطاني / تصوير - فواز الروقي:
بحضور سفراء الدول المعتمدين لدى المملكة والملحقين العسكريين لدول التحالف لدعم الشرعية في اليمن استعرض المتحدث باسم قوات التحالف العقيد تركي المالكي الهجمات الصاروخية التي أرسلها الحوثيون نيابة عن إيران إلى كل من الرياض وخميس مشيط ونجران وجازان وعددها (7) صواريخ بالستية، حيث رحب المالكي بأصحاب المعالي والسعادة سفراء الدول الشقيقة والصديقة وأطلعهم على استهداف المملكة بهذه الصواريخ. وقال: لقد تعرضت العاصمة الرياض إلى عدوان همجي غاشم قام به الحوثيون الذين يحاربون نيابة عن إيران الشريرة، حيث أطلقت هذه المليشيات 7 صواريخ يحمل البصمات الإيرانية.. هذا النظام الراعي للإرهاب والإرهابيين يهدد بصواريخه المملكة ولكننا لن نسمح له بالتطاول على المملكة ونحن لها بالمرصاد.
وأوضح المالكي بأنه نتيجة لهذه الصواريخ التي أطلقت على الرياض تم استشهاد مواطن مصري وإصابة اثنين من زملائه، كما نتج عن ذلك عدة شظايا لكل من الأحياء التالية: حي السفارات - حي الرحمانية - حي النخيل - حي الوشم - حي النرجس - حي القيروان - حي أم الحمام - حي المروج في مدينة الرياض وهذا يشكل خرقاً للقانون الدولي لاستهداف المدنيين والأحياء المدنية.
وأوضح المالكي أن التحالف يقدم أحر التعازي للشعب المصري الشقيق ولأسرة الشهيد في وفاة عبدالمطلب أحمد حسين علي وندعو له بالمغفرة وندعو للمصابين بالشفاء من هذا الاعتداء الغاشم. وبيّن بأن امتلاك مليشيات إرهابية لهذه الصواريخ يهدد الأمن والاستقرار ويهدد الملاحة الدولية وهو أمر خطير جداً، وعلى المجتمع الدولي أن يتحرك لمنع إيران من تسليح هذه المليشيات.
وأشار المالكي إلى أن العالم اليوم يواجه كثيراً من التحديات في كثير من المناطق، وتعتبر منطقة الشرق الأوسط من المناطق التي تشتعل فيها الأزمات وتعاني من التقاطعات والمصالح والمؤثرات السياسية.. حيث أثرت الأيدلوجيا المتطرفة والدول الراعية للإرهاب وأشعلت الفتن والحروب وعدم التسامح والتعايش ودحر الأفكار التوسعية ونشر الفوضى في هذه الدول.
وأوضح بأن هناك قوى تعمل من أجل الشر والدمار ورعاية للإرهاب ومنها إيران التي لم يسلم العالم منها وأطماعها الخبيثة.. حيث تعاني اليمن.. يمن العروبة والحكمة والإيمان من شر إيران والمليشيات الحوثية وحزب الله التي تساند الحوثيين وانقلبت على الحكومة الشرعية والعملية السياسية ووضعت يدها على أموال ومقدرات الشعب اليمني والاستيلاء على الأسلحة الثقيلة مما جعل اليمن يعيش حالة من الفوضى وعدم الاستقرار.. كما يعاني اليمن من إيران والتدخل في شؤونه الداخلية من خلال دعم الحوثيين بالصواريخ البالستية والطائرات بدون طيار والمليشيات الانتحارية.. وتزويده بالأسلحة المتطورة وصناعة وتطوير صواريخ أرض أرض.. المضادة للدروع.. والألغام مما يعد انتهاكاً للقانون الدولي والقرارات الأممية.. وأصبحت المليشيات الحوثية المدعومة من إيران أول جماعة إرهابية في التاريخ تمتلك القدرات البالستية وتقوم بإطلاق هذه الصواريخ على الشعب اليمني في الداخل وجيران اليمن وتصل إلى القرى والمدن ومكة المكرمة وينبع والرياض وهي بذلك تستفز مشاعر ملايين حول العالم من المسلمين تجاه استهداف الحرمين الشريفين والأماكن المدنية.. وتشكل تهديداً وهي جريمة منظمة من المهربين لهذه الصواريخ.
وأوضح بأن إطلاق الصواريخ باتجاه العاصمة الرياض والتي يسكنها 8 ملايين نسمة يعد خرقاً واضحاً من خلال صواريخ بالستية، ويعد تطوراً خطيراً لأنماط حرب المنظمات الإرهابية ولو سقطت هذه الصواريخ على الناس لكانت هناك كارثة إنسانية، ولكن كفاءة واحترافية الدفاعات الجوية السعودية استطاعت تحييد هذه الصواريخ وإبعادها عن المدنيين.. ولوسقطت لمات آلاف الضحايا من المدنيين..
وقال: إن هذا الاستهداف الهمجي لن يمر وأن دول التحالف لدعم الشرعية في اليمن لن تسمح بهذا الإرهاب وأن حماية الأمن الوطني لدول التحالف والشرعية اليمنية هي من الأولويات.. وسوف نواصل دعمنا للشعب اليمني لإيصال المساعدات الإنسانية وحماية هذه الإغاثة.
واستعرض المالكي أمام الدبلوماسيين أنواع الصواريخ وهي صاروخ دفاع جوي إيراني الصنع من نوع صياد (2) قام النظام الإيراني بتهريبه للحوثيين عن طريق مطار صنعاء في تحدٍ صارخ للقرارات الأممية حيث تمكن التحالف بدعم الشرعية في عملية نوعية بمصادرة هذه الصواريخ.. قبل وصولها لأيدي الحوثيين.. من خلال المراقبة على الأرض واستهداف عربة الإطلاق واستهدف الخبراء الذين يعملون عليها من النظام الإيراني كاشفاً أن مطار صنعاء يعتبر ثكنة عسكرية للمليشيات لاستقبال الأسلحة المهربة والصواريخ.. وهذا يعرّض مطارات الأمم المتحدة والطائرات المدنية للاستهداف.
موضحاً بأن قوات التحالف سوف تعمل لوقف إطلاق الصواريخ على السعودية ومدنها ولن تتهاون في منع تهريب أي أسلحة للمليشيات وبما يتوافق مع القانون الدولي الإنساني لحماية أمننا الوطني والخليج العربي من أي تهديدات إيرانية وحوثية، مؤكداً بأن دول التحالف سوف تبقى ملتزمة بالحل السياسي والدخول في المفاوضات وفق المرجعيات الثلاث.. وسيقوم التحالف بدوره الجوهري لدعم الشرعية في اليمن في تطبيق الأنظمة على حماية اليمن والملاحة الدولية.. والتجارة العالمية والدفاع المشروع.
وأوضح المالكي أمام السفراء أن من حق المملكة الدفاع عن أراضيها وفق المادة (51) من نظام الأمم المتحدة وأن تحتفظ بحقها للرد على إيران في الوقت المناسب وبالشكل الذي تراه الذي يكفل لها القانون الدولي في الدفاع عن أراضيها وشعبها ومصالحها.. لأن ما تفعله إيران من تهديد وتحد وإرسال صواريخ لا يمكن السماح به وعلى المجتمع الدولي ومجلس الأمن اتخاذ القرارات الصارمة والحازمة ضد إيران ومحاصرة النظام الإيراني واتخاذ قرارات صادقة بحق هذه المليشيات الإرهابية.
وقال إن هذه الصواريخ التي تشاهدونها أمامكم والتي تم إطلاقها على العاصمة الرياض وهي صاروخ (صياد 2) وصواريخ أرض أرض.. وصاروخ (قيام الإيراني.. وصاروخ زلزال 1-2-3 وهذه الصواريخ أرسلت للحوثيين وجميع الأدلة مكتوبة على هذه الصواريخ، موضحاً بأنه تم تحييد 87 % من هذه الصواريخ والتي بلغ عددها 104 صاروخ أطلقت على المملكة، ومعظم هذه الصواريخ تأتي من محافظة صعدة وشمال عمران.
مشيراً إلى أنه تم استهداف مواقع التدريب على هذه الصواريخ وأن هناك مراقبة لما يتم داخل مطار صنعاء للحد من تهريب الأسلحة ومن خلال مراقبة طويلة، وقال المالكي: على إيران أن تصلح نفسها وأن تكف عن دعم هذه المليشيات، ودول التحالف سوف تقوم بواجبها لمحاصرة هذه المليشيات.
وحول ما بثته وكالة رويترز عن اليمن والحوثيين رد المالكي بأن على هذه الوسيلة أن تتحرى الدقة والموضوعية والمصداقية والالتزام بالعمل المهني.