عبدالعزيز بن سعود المتعب
دأب النقاد مثل المؤرخين منذ الأزل على تَتَبُّع الأثر الجغرافي والزمني للشاعر من خلال مفردات القصيدة وموضوعها.. وهذا أمر بديهي.. إلاَّ أن بعض النقاد مؤخرًا مارسوا هذا القياس في النقد بحذافيره دون تفعيل المؤثرات المستجدّة من جهة، أو توضيح ذلك بدراسة «مقارنة» على أقل تقدير؛ ليؤدي النقد جدواه المواكبة كما يجب. فمثلاً الشعراء الشعبيون من أبناء المملكة العربية السعودية بادية وحاضرة من كل القبائل والمناطق تجد الكثير منهم في مكان واحد مثل مدينة الرياض عاصمة الوطن - على سبيل المثال لا الحصر - وتجد الكثير منهم تدرّج تعليميًّا في مدارس العاصمة نفسها، ثم جامعاتها، ثم الحياة العملية فيها، وقبل كل هذا النشأة فيها، والتأثر والتأثير المتبادل -حاضر هنا- بدءًا من الحارات والمجالس والمناسبات الاجتماعية، إضافة إلى المخزون اللغوي المتاح بحكم توافر وسائل الثقافة، بدءًا من الكتاب إلى ما سواه من وسائل ثقافة العصر المتجددة. كل ذلك أوجد مفردات شعراء متجانسة -إلى حدٍ ما- في القصيدة مع احتفاظ كل شاعر متميز بأسلوبه من منظور نقدي؛ لهذا يجب إعادة النظر من قِبل النقاد -وخصوصًا المستجد منهم في هذا الشأن- لأن النقد المميز بحاجة إلى الابتكار أكثر من الاجترار.
وقفة:
للشاعر بدر الحويفي -رحمه الله-
عن جيلنا الحاضر وعن ماض الأجيال
تخفاك عادات العرب وانت مرجوج
وان طعتني تعرض عن القيل والقال
تراك مهما غرّك الزود مفلوج
انعم بظل اللِّي لنا درع واظلال
اللِّي يقودون السفينه على الموج
عيال الحرار اللِّي بها تضرب أمثال
والا انت لو يضرب بك الوصف فرّوج