«الجزيرة» - سلطان الشبرمي:
أكد المتحدث الرسمي لرئاسة أمن الدولة اللواء المهندس بسام عطية أن الإرهاب قد لا يكون بهذه الصورة الدموية التي نراها اليوم وليست حزاما ناسفا فقط، بل للإرهاب أشكال متنوعة والصورة الدموية ما هي إلا الإرهاب بآخر أشكاله، ويفتح باب التساؤل اللواء عطية، لكن ما الذي يسبق ضغطة هذا الزر؟ وأجاب: يسبقه أفكار عبر عقود وقرون من الزمان في جوانب مختلفة، فالقضايا الإرهابية اليوم هي حرب أفكار ودائمًا هناك جديد في الأفكار الإرهابية.
وتابع اللواء المهندس بسام،هناك أعمدة وركائز تستند عليها أي دولة حتى تنجح وتستمر وقد تختلف وتقل أو تزيد حسب المفاهيم المختلفة من دولة إلى أخرى بحسب وضعها وحسب إمكانياتها وحسب توجهاتها الفكرية، وهذا الأمر يقاس حسب أهداف كل دولة وأمنها الخاص، ومن يريد أن يخترق الأمن الوطني لأي دولة يكون من خلال هذه الركائز والأعمدة، ومؤكدًا أن أمن المملكة العربية السعودية الداخلي والدولي حيوي ومؤثر ومهم جدًا على الأمن العالمي، ومن يمتلك المعرفة يمتلك القوة، ومضيفًا، أول الأبعاد والركائز هي البعد السياسي، ولدينا في المملكة العربية السعودية مهم جدًا وبينما في بعض الدول ليس بتلك الأهمية، وأيضًا البعد الاقتصادي وهو البعد الأوسع والأخطر.
جاء ذلك في المحاضرة التي نظمتها إدارة الأمن الفكري في جامعة حائل بعنوان «التنظيمات الإرهابية وأبعادها على الأمن الوطني» ، وأضاف اللواء عطية، البعد العسكري من أهم الأبعاد التي لا يسمح بضعفه إطلاقًا في مكونه وعقيدته، لأن الجندي لن يستطع أن يحارب الإرهاب في داخل الوطن، ويحارب الأعداء على حدود الوطن إذا لم يكن مؤمنًا بقضيته، وهذا الإيمان في الواقع هو المحرك والدافع، وكما أن البعد الاجتماعي ولا أعني به الصحة والتعليم فقط، بل عن التحضر وهو المجال الخاص بإنتاج الأفكار وعلم الإنسان ومعارفه كلها ضمن البعد الاجتماعي، وكما أن البعد العقدي والأيديولوجي هو الأساس والأهم في الطرح الإرهابي لأنها العقيد الفكرية التي يتحرك ويؤمن بها الإنسان ولا يرى شيئًا غيرها، ومشيرًا إلى أن اهتمام المملكة العربية السعودية بالبعد العقدي الإسلامي جعلها في نقطة استهداف كبيرة جدًا ووجهت لها عدد من الاتهامات.
وتابع اللواء عطية، نلاحظ تحرك الأيديولوجيا عادةً في أوساط مختلفة كالوسط الديني والاجتماعي والسياسي والاقتصادي وحتى في الأساطير والأعراف، وتنتقل من جيل إلى آخر ولكن ما يهمنا هنا أن القضية الأيديولوجية ليست مجرد فكرة بل كتلة صماء لا تسمح بالتجزئة ولا التوقف، هي فقط تسحب أتباعها كما يُسحب القطيع، ويوجد في المنطقة مجموعة من الأيديولوجيات بشكلها المتطرف.