إبراهيم بن سعد الماجد
حديث سمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان لمحطة CBS الأمريكية حمل رسائل في غاية الأهمية, للداخل والخارج, سلط الإعلام الداخلي والخارجي الضوء على بعضها وأغفل البعض الآخر!
قبل الحديث عن هذا البعض نلقي الضوء على شخصية ولي العهد التي أزعجت بكل تأكيد الكثير من المتربصين ببلادنا والكثير من الحاقدين على أرضنا بقيادتها وأناسها, هذه الشخصية تعرفت عليها قبل أن يعرفها الإعلام الخارجي وكذلك المحلي, وقلت بعد أول لقاء لكل من سألني إننا أمام شخصية مختلفة كلياً! شخصية تملك المعلومة دون أي مراوغة, شخصية قد أسميها صادمة لمن تعودوا على أن لا يسمعوا إلا كل جميل أو ما يقال عنه - كل شيء تمام - شخصية قد تخالفك الرأي مباشرة عندما تقول ما يخالف الحقيقة حتى ولو كانت الحقيقة في صالحها! وما ذلك إلا لكون سموه يريد أن يشخص المرض ليعرف العلاج, ولن يتأتى ذلك في جو من المجاملات أو التطبيل الذي يحجب عن المسؤول الحقيقة.
في لقاء سابق مع سموه قال بالمعنى: إنني أملك من الشجاعة ما يجعلني أتراجع عن أي قرار إذا ثبت عدم صلاحيته, وكان ما كان في بعض القرارات وكانت الرجعة, هذه أسميها شجاعة وثقة في النفس تُغلب مصلحة المواطن على أي مصلحة معنوية أخرى.
أعود لقول:
شيء في غاية الأهمية في حديث سموه لم يسلط عليه الضوء بالشكل اللائق بأهميته هذا الشيء هو - الدين - هو الشريعة الإسلامية , سموه في حديثه هذه ل CBS وأحاديثه السابقة كان التأكيد على المصدر الأساسي للحكم في هذا البلاد الشريعة الإسلامية, وهذا يؤكد على أن كل ما يخالفها لا نقبل به, أكد سموه على العودة إلى ما كان عليه صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم وهذا أمر في غاية الأهمية, وعلو القيمة لم يركز عليه إعلامنا بالشكل الكافي, وأتذكر في أول لقاء مع سموه في إحدى الرحلات الخارجية لخادم الحرمين الشريفين قال لنا سموه : أمران لا نقبل النقاش فيهما : الدين والوطن, هذه القيمة العظيمة التي يركز عليها سموه في جميع أحاديثه من وجهة نظري أنها تعني الشيء الكثير, تعني ثبات بلادنا على دستورها القرآن الكريم والسنة النبوية المطهرة, وتعني أن أي تحديث أو تطوير لا يمكن إلا أن يكون منسجماً مع أحكام شريعتنا السمحة, لا مع التطرف ذات اليمين ولا ذات الشمال, ويؤكد على دحر كل من يحاول أن يصطاد في المياه العكرة بأن المملكة مقبلة على التغريب, بأن هذه دعوى باطلة جملة وتفصيلا, بل مقبلة على تطور وتقدم إطاره الشريعة السمحة, يكفينا فخراً اعتزاز قيادتنا بدستور بلادنا ودفاعها في كل محفل عن هذا الدستور, وهذا في الحقيقة سر قوتها على الرغم من كثرة القلاقل والفتن التي عصفت بالعالم الإسلامي والعربي.
حديث سمو ولي العهد الذي جاء في الزمان والمكان الصحيح, أعتقد أنه أوصل رسالة كانت في غاية الوضوح لمن يعتقد أن البلاد تعيش حالة من المشاكل الداخلية والخارجية, حيث كشف سموه كل الملفات مما دحر كل الشائعات, وأعتقد من النقاط المهمة في الحديث تأكيد سموه على المسألة الإيرانية وأنها لا تعني الندية وإنما تعني شيء واحد وهو أن النظام الإيراني يعمل على إثارة القلاقل في عموم المنطقة, وأن المملكة بصفتها الرائدة كأكبر وأهم وأقوى دولة في المنطقة لن تقبل بهذا العبث وواجهته وستواجهه بكل حزم لا يحمل أنصاف الحلول.
نظام الملالي ولا أقول دولة إيران ففرق بين دولة المؤسسات ونظام الأشخاص في حقيقته كل الذي يعنيه أن تعيش المنطقة على صفيح ساخن, لأن استقرارها يقوض من هيمنته ويفقده قيمته, والمملكة على العكس تماماً تعمل على استقرار المنطقة وتسعى لرخاء شعوبها حتى ولو ضحت بجزء من مصالحها.
لذا كان رد سمو ولي العهد على ما يتعلق بالملف الإيراني واضحاً وصريحاً وأوصل الرسالة دون أي رتوش أو دبلوماسية, فهمها النظام وفهمها الغرب كذلك.
حدث الأمريكان بأبسط مثال فيما يتعلق باليمن عندما قال : لا أستطيع تخيل أن أمريكا ستقبل بمليشيات على حدودها وتطلق صواريخ على العاصمة واشنطن أو على نيويورك أو لوس أنجلس ولا تفعل شيئاً!
أراد سموه أن يقول لهم بأن المسألة مسألة سيادة وأمن وطن.
أختم بالتأكيد على أهمية إبراز حديث سموه بكل تفاصيله التي تعني للداخل والخارج الشيء الكثير.