خالد بن حمد المالك
تميزت زيارة ولي العهد للولايات المتحدة الأمريكية بالإضافة إلى ما سبق أن أشرنا إليه في الحلقات السابقة، تميزت بالحفل الذي أقيم عن الشراكة السعودية - الأمريكية، حيث تحدث فيه الأمير محمد بن سلمان عن أن المملكة تمر الآن بمرحلة التغيير واقتناص الفرص، وأنها سوف تستمر في محاربة الإرهاب، مشيراً إلى أن العلاقات السعودية - الأمريكية امتدت لأعوام طويلة معتمدة في ذلك على الثقة والشراكة الاستراتيجية، وكان سموه وهو يخاطب حشداً كبيراً من الأمريكيين قد نوه بالشراكة المجتمعية بين المملكة وأمريكا من خلال وجود السعوديين على الأراضي الأمريكية، ما جعل الحضور يصغي إلى كلمة الأمير بمحاورها وعناوينها ومضامينها المهمة رغم قصر مدته في إلقائها.
* *
وفي الحفل الذي أعد بعناية، وحضره عدد من القادة التاريخيين أصالة أو نيابة عن أولئك الذي كان لهم دور كبير في التحالف الدولي الذي حرر الكويت من مغتصبها الرئيس العراقي الراحل صدام حسين، طغت على الحفل مشاعر الحزن على أولئك الذي قضوا في المعارك، وقدموا حياتهم لتحرير الكويت، وكانوا شجعاناً في التصدي للقوة العسكرية العراقية الضاربة التي تمركزت في أراضي الكويت لمنع القوات الدولية بقيادة أمريكا والمملكة من استعادتها وطرد قوات النظام العراقي المحتل، بما اعتبر حينها أفضل تنسيق دولي لإعادة الشرعية للكويت في العصر الحاضر.
* *
كان الحفل فرصة لاستعادة الذكريات على لسان شهود تلك المرحلة، سواء من ألقى كلمته بنفسه أو من أناب غيره للقيام بذلك، وكان الأمير بندر بن سلطان سفير المملكة في أمريكا في تلك المرحلة قد أفاض وتوسع في ذكر بعض المواقف المهمة التي سبقت إعلان التدخل العسكري والجهود التي بذلتها المملكة، بحيث كانت المملكة الهدف النهائي بعد الكويت فيما لو أنها لم تفعل ما فعلته بقيادة الملك فهد لأطماع صدام حسين، غير أن الملك فهد كان الأكثر تصميماً على إخراج قوات صدام حسين من الكويت، حتى ولو اعتمد ذلك على الدور السعودي من دون أي إسناد من أي دولة أخرى.
* *
أما سفير المملكة لدى الولايات المتحدة الأمريكية الأمير خالد بن سلمان، فقد تجنب الدخول في التفاصيل عن هذه الزيارة، مركزاً على الشراكة بين المملكة وأمريكا، وأنها قوة من أجل السلام والاستقرار ومن أجل الازدهار الاقتصادي، خاصة أن ولي العهد - كما قال بندر بن سلطان - من جهته يملك رؤية طموحة، وروحاً قيادية شابة، وأن سموه قادر على التغيير، وهذا ما لمسناه في أمريكا خلال وجودنا هنا منذ بضعة أيام، لكن من المهم أن نتذكر أن عقوداً من الزمن كانت العلاقات الثنائية بين الرياض وواشنطن تمثل شراكة حقيقية وصادقة، ما جعل نتائجها كما نراها الآن.
* *
حاولت بعض وسائل الإعلام المدعومة من قطر أن تشكك في الموقف السعودي من اعتراف الرئيس ترامب بالقدس عاصمة لإسرائيل، فإذا بالأمير محمد بن سلمان يوضح الموقف الحقيقي للسعودية من إسرائيل ويقول قبل مغادرته لواشنطن: إن اعتراف ترامب خطوة مؤلمة، وذلك رداً على أعوان إيران وقطر الذين تمسكوا برأيهم من الموقف السعودي، رغم أنهم جميعاً يتعاونون مع إسرائيل، وينسقون في بعض التوجهات للتآمر على القضية الفلسطينية، ولا يجدون حرجاً في ذلك.
- يتبع -