محمد آل الشيخ
يساريو عرب الشمال، ومعهم المتأثرون بثقافتهم المهزومة، يعيبون علينا الاهتمام بتقوية المملكة عسكريا، بالشكل والمضمون الذي يجعلها قوة دفاع رادعة وضاربة، لكل من تسول له نفسه المساس بأمننا واستقرارنا، وعلى رأسهم دولة الملالي الكهنوتية في إيران وهم يختلقون من الأسباب والبواعث والتبريرات لشرائنا للأسلحة ما يوحي بأن مشترواتنا العسكرية مفروضة علينا من دول الغرب المتفوقة، وعلى رأسها بالطبع أمريكا،. المملكة دولة إقليمية كبرى في منطقتها، وذات موارد مالية كبيرة، وهي من حيث المساحة الجغرافية بمثابة القارة، وفيها الحرمين الشريفين، مهوى أفئدة المسلمين في مغارب الأرض ومشارقها، وتقع في المنتصف بين الشرق والغرب، ما يُعطيها ميزة نسبية إضافية على كل ما ذكرته آنفاً، كل ذلك يجعل المملكة مستهدفة، إن بطريق مباشر كما هو طموح الفرس الكهنوتيين، أو بطريق غير مباشر من خلال قوى عالمية، تطمح أن يكون لنفوذها موطئ قدم في بلادنا. الأمر الذي يجعل قوتنا العسكرية الرادعة أولوية قصوى لا تعلو عليها أية أولوية. فشراء المملكة للسلاح بجميع أنواعه سيسهم بلا شك في ردع أطماع الطامعين، وفي الاتجاه نفسه ستحرص الدول الغربية بالطبع على بيعنا السلاح لأسباب محض اقتصادية، لأن ذلك من شأنه تشغيل العجلة الاقتصادية في تلك الدول، بمعنى آخر فإن توقيع الأمير محمد بن سلمان مزيداً من صفقات الأسلحة المتطورة، مع أمريكا وكذلك مع بريطانيا وغيرها من الدول الغربية المنتجة للسلاح، هو مبعث فخر واعتزاز لنا، فالعالم اليوم لا يحترم إلا الأقوياء، ونحن لدينا من الإمكانيات المالية والبشرية ما يجعل قوة الردع السعودية قادرة على كبح جماح الطامعين.
النقطة الثانية، والمهمة، أن المملكة راهنت منذ عبدالعزيز وحتى سلمان بن عبدالعزيز على الجواد الرابح، وهو الغرب بزعامة الولايات المتحدة، بينما راهن العرب اليساريون القومجية على ما كان يعرف حينها بالمعسكر الشرقي وتحديداً الاتحاد السوفييتي المهزوم، والنتيجة سقط كل أولئك الذين راهنوا على الشرق، في حين انتصر من راهنوا على الغرب كشركاء إستراتيجيين تنمويين، وهزيمتهم تلك، لم تكن في الجانب العسكري فحسب، بل شملت كل مجالات التنمية بلا استثناء؛ يكفي أن تزور سوريا أو العراق أو ليبيا أو اليمن الجنوبي -على سبيل المثال- وترى البون الشاسع فيما وصلنا إليه خاصة في مجالا الإعمار والخدمات، وما وصلوا إليه، خاصة وأن العراق وكذلك ليبيا كانتا دولتين بتروليتين، ولديهما من الموارد المالية والإمكانات ما هو كفيل بأن تكون دولهم من حيث التطور الخدماتي في مستوى الرياض أو أبوظبي أو الكويت، غير أن الشعارات الفارغة الجوفاء، وانتماؤهم إلى آفة اليسار انتهت بهم إلى ما هم يعانون منه الآن.
وختاماً أقول لأولئك الملوثين باليسارية المهزومة، سنتعامل مع الغرب، وسنستقي من معين حضارتهم المتفوقة، وما وصلوا إليه من منجزات وأهمها المنجزات العسكرية فضلاً عن منجزاتهم الحضارية الأخرى، ما يجعل مجتمعاتنا من حيث الردع أولاً ومن ثم الخدمات والرفاهية دولة يشار إليها بالبنان.. أما أنتم وإعلامييكم ومثقفيكم وصراخهم فليس ثمة إلا عويل المهزوم عندما يسقط جريحاً في معركة الحضارة.
إلى اللقاء،،،