د.عبدالله مناع
مع اقتراب عام 2018م، وهو عام انتخابات الدورة الثانية لـ(الرئاسة المصرية).. بعد ثورة الثلاثين من يونيو من عام 2013م التصحيحية.. كان هناك قلق ومخاوف تنتابان الشارع السياسي المصري خاصة.. والعربي عامة: هل يرشح الرئيس عبدالفتاح السيسي نفسه مجددًا لها..؟ وهل ينجح فيها أو لا ينجح أمام الفريق «أحمد شفيق» أو الفريق «سامي عنان».. وقد كانا مرشحين محتملين..؟ وهل (الجماعة) وأنصارها من (المؤلفة جيوبهم).. سيدعونها تجري بـ(سلام).. دون (اندساس) مرشح لهم بين قائمة المرشحين؟.. أو إجراء (تفجير) في أحد المساجد أو الكنائس.. أو في إحدى (خرابات) الجيزة أو وسط البلد.. بعد أن تعذر عليهم ضرب المساجد والكنائس.. وإرهاب (المصلين) والمؤمنين فيهما..؟!
إلى أن أعلنت (الهيئة الوطنية للانتخابات) في الثلاثين من شهر يناير الماضي .. أن السياسي المصري: (موسى مصطفى موسى).. قد استوفى شروط الترشيح لـ(انتخابات) الرئاسة المصرية لهذا العام 2018م، وأنه سيكون المنافس الوحيد للمرشح «عبدالفتاح السيسي» فيها.. لتهدأ النفوس، ويتبدد بعض القلق والسفارات والقنصليات المصرية تستقبل جموع المصريين - خارج مصر - للادلاء بأصواتهم في هذه الانتخابات.. وبتلك الصورة (المهرجانية) التي تم نقلها على شاشات التلفزيون، وشاهدها.. كل العرب: إن كان في «برلين» أو «أثينا» أو «الرياض» و»جدة» أو «أبوظبى» أو «الكويت»، ولكن.. من هو هذا المرشح المنافس لـ(الرئيس السيسي).. المعروف في مصر وبين أحزابها السياسية.. وغير المعروف تمامًا خارجها إلا للمعنيين من رؤساء الأحزاب وأعضائها. فمن هو هذا المهندس المعماري والسياسي: «موسى مصطفى موسى»، الذي جاء من آخر الصفوف، وتخطى الجميع.. ليكون المنافس الوحيد للرئيس عبدالفتاح السيسي.. في هذه الانتخابات.
إنه ابن المهندس «مصطفى موسى».. وهو سياسي مصري، وعضو بحزب «الوفد» المصري العتيد، وقد كان زعيمًا لـ(الحركة الطلابية) في مصر.. بل زعيمًا لما كان يسمى بـ(الطليعة الوفدية) في أيام حزب الوفد وعزه في ثلاثينيات وأربعينيات القرن الماضي، وهو مهندس معماري يحمل درجة (الماجستير) في العمارة من المدرسة الوطنية العليا للعمارة في مدينة (فرساي) الفرنسية الشهيرة، وقد التحق بـ(حزب الغد) عند تأسيسه عام 2005م من قبل رئيسه السياسي المصري: «أيمن نور».. الذي خاض أيام الرئيس حسني مبارك أول انتخابات (تعددية) في مرشحيها.. حيث حصل على 18 % من مجمل الأصوات التي ذهبت بقيتها - كما هي حال تلك الأيام - إلى الرئيس مبارك، حيث تم اختياره لأن يكون نائبًا لرئيس الحزب (أيمن نور).. إلا أنه سرعان ما اختلف الاثنان، وانقسم الحزب بينهما.. ليقوم رئيس الحزب (أيمن نور) بفصل نائبه - موسى مصطفى موسى -، لكن النائب انشق عن رئيسه.. وأعلن نفسه رئيسًا لحزب (الغد) بعد جمعية عمومية لأعضاء الحزب، لكن لجنة الأحزاب بـ(البرلمان) المصري.. لم تعترف به رئيسًا لـ(الحزب) إلا في عام 2011م، ثم اندمج الحزب مع أربعة وعشرين حزبًا آخر في شهر سبتمبر من عام 2012م.. تحت مسمى: (حزب المؤتمر المصري) لكن ذلك لم يمنعه من أن يطلق حملة: (كمل جميلك يا شعب)؟، التي طالبت الفريق عبدالفتاح السيسي بترشيح نفسه لانتخابات عام 2014م الماضية، التي فاز بها.. وتوشك الآن على نهايتها - في شهر مايو القادم - .. وكانت المفاجأة فعلاً عندما قاد قبل نهايتها.. في أغسطس من عام 2017م حملة بعنوان: (مؤيدون).. تأييدًا للرئيس السيسي.. في انتخابات 2018م.. التي تجري وقائعها الآن، لكنه تراجع عن حملته تلك بعد أن علم بأن الفريق «أحمد شفيق» سيرشح نفسه.. منافسًا لـ(السيسي) في انتخابات 2018م.. وهو ما دعاه لأن يسعى إلى (ترشيح) نفسه لانتخابات عام 2018م.. ليقطع الطريق على الفريق (أحمد شفيق).. الذي يمثل بقية (فلول) الحزب الوطني، وإن لم يعد له موقع في الحياة السياسية المصرية..
قد يقول قائل.. بأن هذا التاريخ السياسي الذي يحمله المهندس: «موسى مصطفى موسى»: - رئيس حزب الغد - لا يقدم مرشحًا (منافسًا) للرئيس (السيسي).. بل مرشحًا مويدًا!! مكانه بين (الناخبين) وليس بين (المرشحين)..؟! ولكن غض الطرف في هذه المرحلة السياسية الحرجة.. يحتاجه استقرار (مصر) بقدر ما يحتاجه استقرار منطقة الشرق الأوسط بأسرها: فحال (سوريا) و(اليمن) و(ليبيا).. كما يعلم ويرى العرب جميعًا، وليس حال القوى الإقليمية الأخرى في المنطقة - تركيا وإيران - بأفضل من ذلك، وقد أبلى الرئيس عبدالفتاح السيسي.. بطل ثورة الثلاثين من يونيو وقائد الدورة الرئاسية الأولى.. بلاءً رائعًا على مستوى الاستقرار ومكافحة الإرهاب في داخل مصر وخارجها.. وعلى حدودها، وكان خلال رئاسته الأولى.. «رئيسًا « لـ(كل) المصريين دون أدنى تفرقة بينهم.. كما كان في دورته الأولى رجل الأحلام والطموحات المصرية.. على مستوى التنمية الوطنية: فمن (قناة السويس) الجديدة.. إلى (الطرق) ومشاريعها.. إلى (الإسكان) ومشاريعه.. إلى توسعة الرقعة الزراعية ومشاريعها.. إلى (التنمية السياحية) واستعادة سياح روسيا إلى (شرم الشيخ)، وسياح شمال وغرب أوروبا.. إلى الأقصر وأسوان، فبالرغم من أن دورته الأولى في (قصر الاتحادية) كانت مشحونة بعدد - غير قليل - من الأعمال الإرهابية في وسط وشمال سيناء وفي العريش.. التي قادتها (الجماعة) عن طريق أعوانها ومحاسيبها.. إلا أنه استطاع أن ينجز الكثير.. مما لم ينسه مواطنو مصر وأهلها رغم قصر الفترة الرئاسية التي حددها الدستور بـ(أربع سنوات).. فكانت هذه الحالة (المهرجانية) التي جرت بها انتخابات خارج مصر، التي أحسب أنها ستتكرر- بصورة أو بأخرى - في الأيام الثلاثة القادمة داخل مصر..
ولذلك لا يستبعد أن تكون هذه الانتخابات.. مهرجانات تأييد لـ(الرئيس عبدالفتاح السيسي) في دورته الثانية، لكن مشكلة الرئاسة المصرية مع (الدستور).. إن لم يتم تعديل مدتها.. ستكون مؤجلة هذه الدورة، ومرحلة إلى الدورة الثالثة من انتخابات الرئاسة المصرية..؟!