رقية سليمان الهويريني
الحصول على لقمة العيش حق إنساني، وحين تغمس بالذل والمهانة فهي من أسوأ أشكال العنف الوظيفي الذي يعاني منه أكثر من نصف البشر عالمياً. وتقاسي منها العمالة والخدم على وجه الخصوص، وليس شرطاً ربط العنف بالعمل؛ ولكنه يوجد بدرجات متفاوتة حيث توجد الوظيفة!
وأشد أنواع التنمر الوظيفي ما يحدث بين زملاء المهنة الواحدة أكثر مما يحصل بين المدير والموظف، كالصراعات والحسد والوشاية والسعي للتخريب. بينما يتعرض الموظف للعنف الوظيفي من مديره حين يجد تمييزاً في العمل؛ سيما في حالات تفضيل الأقل كفاءة وضعيفي المهارة لأسباب شخصية، وبالمقابل إسناد مهام عديدة لموظف تفوق طاقته وقدرته على التحمل، وفي ذات الوقت لا يُقدَّر رأيه ولا تُسمع شكواه.
وتعد المرأة العاملة الحلقة الأضعف حيث تتعرض للعنف الوظيفي بدرجات مختلفة، ويضاف لها العنصرية والنظرة الدونية من الرجل حين يكون مديرها، أو تكون في وسط مختلط حيث لا ينظر لكفاءتها، لأنها امرأة وحسب! عدا الغيرة بين الموظفات الزميلات! وليس أسوأ من بيئة عمل يمارس أفرادها التنمر حيث يمكن أن تتحول إلى بيئة طاردة ومحيط خامل تفقد الحيوية والنشاط ويسودها التوجس والخوف والترقب!.
وهناك تنمر المراجعين ضد الموظف، فقد يواجه السب والشتم عدا عن الاحتقار لمهنته حين تكون متدنية فيفقد الموظف الاحترام بين المراجعين. ويتعرض بعض العمال للعنف من لدن الزبون ويصل للعنف اللفظي أو الجسدي.
ويقضي الموظف في عمله ساعات طويلة من يومه؛ فإن فقد الاستقرار النفسي وساد الصراع بالمكان، وخسر الموظفون التنافس الشريف؛ فستخبأ الطاقة وتقل الإنتاجية، وسيترقب الموظف المعنَّف الفرصة للانسحاب والهرب لأماكن أكثر نقاء ولو براتب أقل، فتفقد الدائرة موظفين بكفاءات عالية!
وإن لم يسعَ المدير لجلب الارتياح بين موظفيه وتلمس احتياجاتهم وتنقية الأجواء بينهم؛ فإنها ستكون بيئة ثقيلة يسودها التذمر والشكوى!