خالد بن حمد المالك
واصل ولي العهد نشاطه المكثف في اليوم الثالث من زيارته الرسمية للولايات المتحدة الأمريكية بلقاءات واستقبالات ومباحثات مع النخب السياسية، وتبادل مع مَن التقاهم العلاقات الثنائية والمستجدات في العالم، وركز على الوضع في منطقتنا، والإرهاب الذي تقوده وتدعمه إيران، وتصدي المملكة له، وحسمها للمعركة مع الإرهابيين لصالح الأمن والاستقرار في دولنا وفي العالم.
* *
أمضى محمد بن سلمان يومه الثالث، وكأنه في عجلة من أمره، بالنظر إلى كمية الاجتماعات، وتنوع الموضوعات، وتعدد المسؤولين الذين شاركوا الأمير في هذه المباحثات، ولديهم كما الأمير النظرة ذاتها لمجمل القضايا التي رأى ولي العهد أن يتفاهم عليها مع الأمريكيين ضمن الشراكة السعودية - الأمريكية التي يقودها الملك سلمان والرئيس ترامب ويتبناها ولي العهد الأمير محمد بن سلمان.
* *
ففي اجتماع لولي العهد مع وزير الدفاع الأمريكي جيمس ماتيس حيث يتولى سموه حقيبة وزارة الدفاع بحضور الوفد السعودي المرافق وعدد من العسكريين، ومن الجانب الأمريكي عدد من المسؤولين، بحث سموه مع الوزير الأمريكي أوجه التعاون الإستراتيجي القائم بين البلدين وفرص تطويره، وكان التركيز على الجانب الدفاعي والعسكري وما يتعلق بتطوير القدرات الدفاعية وتعميق الشراكة الثنائية وفق رؤية المملكة2030 أي أن المملكة التي تعتمد في تسليحها العسكري على الصناعات الأمريكية، كان من أهداف زيارة الولايات المتحدة الأمريكية الاستفادة من الصناعات العسكرية الحديثة لتطوير قدراتها لمواجهة التحديات التي تواجهها المملكة، وخاصة الإرهاب بمؤسسة عسكرية سعودية قادرة على مواصلة هزيمة الإرهابيين.
* *
ما كاد الأمير محمد بن سلمان ينهي اجتماعه الثنائي الموسع بجيمس ماتيس، حتى كان وزير التجارة الأمريكي ويلبر روس ونائب وزير الخارجية جون سوليفان والرئيس التنفيذي لغرفة التجارة الأمريكية توم دونوهيو على موعد للاجتماع بولي العهد، وفي هذه الاجتماعات نوقش عدد من الموضوعات كان من أهمها تطوير الشراكة السعودية - الأمريكية، وزيادة حجم التبادل التجاري، وتطوير شراكات جديدة تسهم في مزيد من نمو اقتصاديات البلدين، ما جعل رئيس لجنة العلاقات العامة الأمريكية السعودية يسارع إلى القول بأن ما يتم بحثه بين الجانبين يأتي من منطلق الشراكة وليس على أساس تبعية طرف لآخر.
* *
وكان من ضمن برنامج ولي العهد اجتماعه في مقر إقامته بالعاصمة الأمريكية مع أعضاء من الحزبين الجمهوري والديمقراطي في مجلس النواب الأمريكي، وتطرق الاجتماع مع ويل هيرو وجورج هولندج ومايك جالايجر من الحزب الجمهوري، وبراندن بويل من الحزب الديمقراطي إلى علاقات الصداقة بين الرياض وواشنطن والشراكة الثنائية وفرص تطويرها وفق رؤية المملكة2030 إلى جانب استعراض مستجدات الأوضاع والجهود المشتركة تجاهها، بما فيها محاربة الإرهاب ومكافحة التطرف، وذلك في إطار تعزيز أمن واستقرار المنطقة، وكان الأمير مقنعاً في آرائه في كل الاجتماعات التي عقدت حتى الآن.
* *
وضمن هذا اليوم المزدحم باللقاءات والمباحثات مع القيادات الرسمية الأمريكية، فقد أعطى سموه فرصة لرؤساء شركات (بوينج، وريثيون، ولوكهيد مارتن، وجينرال داينامكس) للاجتماع به، وبحث أوجه التعاون التجاري، وتطوير التقنية بين الدولتين، واستعراض عدد من المبادرات في مختلف المجالات، وبذلك يكون الأمير قد أنهى اليوم الثالث بتنويع مباحثاته بين السياسي والعسكري والتجاري، وما زالت هناك ملفات يحضِّر لاستعراضها في اجتماعات قادمة.
-يتبع-