د.عبدالعزيز الجار الله
تكشف الزيارات الرسمية -التي تأتي ضمن الإطار الرسمي- عن خطوط الاتفاقيات والمعاهدات، ويتم إطلاع الرأي العام على عناوينها، كما أن التصريحات الجانبية الرسمية توضح مضمون الاتفاقيات، ففي زيارة ولي العهد سمو الأمير محمد بن سلمان هذه الأيام إلى أمريكا والتباحث مع الرئيس ترامب والتحاور مع السياسيين والاقتصاديين والواجهات والمنصات الإعلامية، كشف عن نوع العلاقة القادمة مع أمريكا في جميع المجالات، لكن أقوى الحوارات والمعاهدات ما اتفق عليه من أن إيران تقوم بدور التخريب والدمار في الشرق الأوسط، ويجب لجمها وأن تقف جغرافيا على حدودها في اليابسة دون الحدود العراقية، وفي البحر في مياهها الاقتصادية والمياه الإقليمية في الخليج، وتكف عن تدخلها عسكرياً في دول العالم العربي.
ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، منذ أن تقلد المراكز القيادية في إدارة الدولة كانت رسالته للداخل والخارج واضحة وشفافة، وحرص أن تصل للخصوم والأصدقاء لتحدد الدولة موقفها من قضايا عالقة منذ سنوات، ويتم التعامل معها بالتأجيل والترحيل رغم أنها حاسمة ومن أبرزها خلافاتنا مع إيران، الدولة التي كانت تلبس غطاء الدولة الإسلامية الجار والصديق، وهي تغلي بالغيض والغدر والخيانة علينا.
لم يتردد ولي العهد أعانه الله للحظة واحدة فكشف أوراقها وتآمرها علينا ومحاولة إحاطتنا بخصوم:
- من الجنوب والغرب اليمن.
- من الشرق قطر، وتأجيج شواطئ الخليج العربي ودول جنوب شرقي آسيا ضدنا.
- من الشمال العراق وسوريا ومحاولة إبقاء باب الخصومات والمصادمات مفتوحا.
- من الغرب محاولة التأثير على دول شرقي إفريقيا بعداوات معنا لا تتوقف.
فأعلن ولي العهد عن هذه الخلافات بين الدولتين وأهداف وأطماع إيران في السعودية والخليج والوطن العربي ومحاولتها إعادة إمبراطورية فارس من جديد، ومد نفوذها السياسي والجغرافي والاقتصادي في المنطقة العربية، لكن ولي العهد وبمكاشفة صريحة أعلن أن إيران تعمل على تدميرنا، وأكد ذلك في حوارات ولقاءات تلفزيونية وصحفية كان آخرها تصريحاته المشتركة والانفرادية في أمريكا، وقدم صورة ساطعة لا تقبل التأويل أن إيران عدو وخصم يريد تدميرنا ومد نفوذه على أراضينا.