لا أحس بالسعادة برغم وجودها في كل شيء من حولي. أريد أن أضحك فلا أتوقف عن الضحك متحررة من رزانتي فالوقار يهدم شعوري المتزايد بالحرية الشخصية حتى أشعر بأنني لست كائنا مهيئا للعيش في المدينة التي تخنقني برائحة بناياتها الأسمنتية وكأنني خلقت من ضلع شجرة. أعتقد بأنني افتقدت سعادتي بإهمال بعض تفاصيلي التي تتعلق بها تلك السعادة فأعطيت للحزن فرصة ليلتهمني. وأغلقت كل نافذة للبهجة حين تخليت عن أشيائي الصغيرة التي تضج ببذور السعادة.
لا أعرف من أين نشأ خوفي؟ هل نبت من أشيائي الصغيرة التي هجرتها وأرقني هجرها فتحول إلى خوف!.
إذا كنت أشك بما أسمع ولا أثق بما أرى فكيف سأعقد صداقة مع الحياة ؟
ليتني أقدر على نسيان الماضي الذي يكبلني بشريطه المهترئ وأصنع لي قصيدة أعيش على سقف أحلامها حتى أموت ولايستطيع أحد ثنيي عن ذلك.
وإذا كانت المحبة هي اللغز المحير فقلبي مملوء بها.
أعبر عني بصورة سيئة لاتكفي لمعرفتي ولافهمي. ولذلك أخسر كثيرا من مراهناتي الأخيرة في سبيل ذلك. هل لأنني غاليت في فرض إرادتي على عاطفتي؟ إلى أين سأخرج من وحدتي وبماذا سأهدتي ؟ لا أريد أن تسرق أية لحظة دهشتي مني فهي لعبتي الأثيرة وتاريخي الحضاري الوحيد. شدة فهمي للحياة ترهقني فعلي أن أدعي الجهل وأضمر فهمي للواقع. لكنني لا أرغب أن أكون بلا روح. أريد أن أواجه متاعبي وأقف أمامها وجها لوجه ويحدث حوار طويل بيننا لكن إفراطي في الانتباه إلى كل شيء يدمر رغباتي في أي شيء. كل شيء ممكن إلا العيش في سلام داخلي بأقل قدر من الإحباط والشعور بالخسران. فهل ستتطور حالة الإحباط لتنقلب إلى سلام عميق؟.
- هدى الدغفق