لم يكتف عبدالله القصيمي في كتابه» العرب ظاهرة صوتية « بالتعبير عن يأسه وإحباطه من حال العرب ، بل تعدى ذلك إلى نقدهم بأسلوب جارح وأحيانا بإسفاف بالغ وسخرية بلغت كما يبدو حد المساس بالقيم الدينية والتطاول على الذات الإلهية ، ولعل هجومه الكاسح على ماسماه « الانتصارات الخطابية» مرده إلى أنه أخذ على العرب كونهم يقولون ما لايفعلون، واذا ماحملت حدة الخطاب وقسوة بعض العبارات على محمل حسن الظن ، يمكن القول إنه إنما أراد من ورائها أن يستحث العرب للابتعاد عن أي ادعاءات جوفاء والارتقاء بالأفعال إلى مستوى الأقوال ، وبالتالي يمكن ، بناء على هذا المحمل ، الاستنتاج بأن المؤلف لم يكن يقصد بأطروحاته التنظير للسكوت المذل على الضيم أو الدعوة للرضوخ المهين للأمر الواقع .