لا تسير الحياة بدون حب! فهو السحر الذي يجعل للحياة طعم الجمال، وهو الأمان والأمل والطموح والقوة والثراء والنشوة.
مجموعة الأحبة ابتداءً من الأم والأب ثم الإخوة والأخوات والزوجة والأولاد والأحفاد والأقارب وصولاً إلى الأصدقاء -مهما اختلفت معهم- يبقى في داخلك واعز يقول: إنك لست وحيداً في صراعك من أجل الحياة! ولكن يوجد أناس يتجاوزون مفهوم القربى أو الصداقة.. إنهم «رفاق» بكل ما تعنيه هذه الكلمة، التي تاجر بها من تاجر، واستغلها من ليس أهلاً لها، وشوهها من تصحر الحب في داخله، حتى أصبحت محاطة بكل أنواع الريبة والشك! وتسير نحو الموت اللغوي، ثم يأتي من يحييها بنبله وصفاءه وإخلاصه!
لم يكن علي العنيزان (أبو راكان) «رفيقاً» وحسب، بل كان شعلة من الإنسانية، يحيط قلبه النابض «بوطنٍ» تتجاوز حدوده فلسطين، في محيطٍ لا «وطن» ولا «حميمية» فيه! ثم تسألني يا صاحبي لماذا أشعر بغصةٍ في حلقي؟ ولماذا لا تسعفني الدموع؟ ... أرجوك يا صاحبي تأكد من الخبر! قل لي إنه أصيب في الحادث وهو في الإنعاش! لا تقتل بقايا العنفوان في داخلي! .. أشعر أني قد فقدت جزءاً مني! ولم أكن أُدرك «الحب الخفي» له في داخلي!
يا «وطن» بناه أبو راكان ومن قبله ومن معه ومن سيفعل في قلوبنا جميعا، أنت الوحيد الذي يعزينا على استحياء بهذا الفقدان ولن تستطيع!
- د. عادل العلي