تمضي الأيام والسنين ويبقى للمرء ذكره الطيب، وعمله الذي أفنى حياته بالقيام عليه وأصبح اليوم ذكرى يتناقلها جيل بعد جيل، ويُستذكر بها كل ما مر ذكره، هم أولئك الفضلاء الذين منَّ الله عليهم من فضله وأرشدهم إلى فعل الخير والمداومة عليه.
قبل أيام مضت رحل عن دنيانا فضيلة معالي الشيخ منصور بن حمد المالك رئيس ديوان المظالم سابقًا إلى جوار رب كريم، بعد أن عاش حياته في طلب العلم والتعليم والقضاء، وسخّر جل وقته لخدمة دينه ووطنه.
عُرف عن شيخنا الفاضل تواضعه الجم وعطفه على الصغير وتقدير الكبير والمداومة على صلة الرحم ورجاحة الرأي وحب الخير والسعي في قضاء حوائج الناس، وقد كنت شاهدًا على الكثير من المواقف التي تؤكد هذه الخصال الحميدة التي اتصف بها رحمه الله، والتي تركت أثرًا إيجابيًّا عند الكثير من محبيه وعززت من روابط الألفه والمحبة.
لقد جمعتني ووالدي بالشيخ الفاضل -رحمه الله- الكثير من المواقف التي تؤكد سمو ونبل أخلاقه وكانت الزيارات لا تنقطع بيننا سواءً في الرياض أو الرس، وهذا ما يؤكد مدى متانة العلاقة التي جمعتنا به غفر الله له، والتي بُنيَت على أساس متين من التقدير والمحبة في الله، سائلًا الله أن يجمعنا به في الفردوس الأعلى من الجنة.
لقد حظيت المناسبات الاجتماعية والوطنية التي تقام في محافظة الرس بدعم الشيخ منصور رحمه الله وأسرة المالك الكرام، سواء كان ذلك ماديًا أو حضوريًا، فقد كان يتقدم أسرته في معظم هذه المناسبات وكان تواجده وأسرته له أثر إيجابي شجع القائمين عليها للعمل على استمرارها، وذلك يأتي امتدادًا لما كان والده الفاضل الشيخ حمد بن منصور المالك رحمه الله يقوم به.
الكلمات لا تفي حق شيخنا الفاضل، فما قدمه لوطنه ومجتمعه يستحق منا الشكر والتقدير والدعاء له بأن يجعل ما قدمه في موازين حسناته وأن يرفع درجاته في عليين، وأن يجعل أثره باقيًا في عقبه، اللهم ارحم روحًا صعدت إليك لم يعد بيننا وبينها إلا الدعاء، اللهم اغفر له وارحمه وانظر له بعين لطفك وكرمك يا رب العالمين.
** **
- إبراهيم بن عبد الله بن عبد الرحمن الخربوش