حاورة - أحمد العجلان:
حقَّق النجم الموهوب هتان باهبري نجومية كبيرة هذا العام، وكان أحد أكثر اللاعبين تألقًا مع نادي الشباب؛ واستحق أن يكون ضمن الأسماء الذين اختارهم مدرب المنتخب بيتزي، ولكن الإصابة التي لحقت به في مناورة أمام الاتحاد أوقفت عطاء هتان لحين عودة قريبة إن شاء الله.
(الجزيرة) التقت هتان في حوار، إليكم تفاصيله:
* مباراة غير معلنة بين المنتخب والاتحاد شهدت إصابتك. الكل تألم لذلك، ولاسيما أنك تقدم أجمل مواسمك..
* هذا أمر رب العالمين، كتبه لي، وأنا راضٍ عنه، وإن شاء الله هذه الصدمة ستقويني أكثر، ولا تضعفني.. واعتبر هذه الإصابة التي جاءت في وقت حرج تحديًا لي، وأنا - بإذن الله - قادر على استرجاع قوي للياقتي، والعودة واللحاق بالمنتخب.
* لحظة وقوع الإصابة لا شك أنك شعرت بألم قوي.. بماذا فكَّرت حينها؟
* أول ما شاهدت التورم، ووجوه الأطباء الحزينين. فكرت مباشرة في المنتخب، وتذكرت عام 2010 عندما كنتُ مع منتخب الشباب قبل اللعب في كأس العالم بكولومبيا، وقبل البطولة بشهر حصل لي إصابة في الرباط الصليبي؛ أبعدتني عن تلك البطولة، ولكن هذه المرة الإصابة في المفصل، وهناك فرصة ووقت.
* مدرب المنتخب ماذا قال لك بعد الإصابة؟
* المدرب كان حزينًا، ولاسيما أنها حصلت في مباراة ودية، أشبه بالمناورة، ولم يكن لها داعٍ، ولكن المدرب كان حزينًا، وواساني، ورفع معنوياتي بالعودة القوية.
* هل أنت عاتب على ياسين الحمزة؟
* من ناحية عاتب فأنا عاتب من اليوم إلى بكرة.. ولكن هو لم يقصد إصابتي، وهو اشتراك في مباراة أو مناورة، وهذا سبب عتبي أنها كانت في مناورة؛ لذلك لم يكن لهذا الدخول العنيف داعٍ، ولكن هو لم يكن يقصد.
* ما هو الفرق بين هتان هذا العام والسنوات الماضية؟ هذا العام كنت مختلفًا وممتعًا..
* لأن رغبتي قوية، وطموحي كبير، وفريقي الشباب لديه لاعبون يساعدون على النجاح؛ لذلك قدمت شيئًا جيدًا - ولله الحمد وبتوفيق من الله ثم دعوات الوالدين وأم سلطان والأهل -. وما أنسى أن أشيد بالكابتن كارينيو الذي وظَّفني بشكل جيد.
* لماذا لم تكن تلعب مع سامي الجابر في حين وجدت الفرصة مع كارينيو؟
* في العام الماضي لعبتُ مع سامي - وهو من خيرة المدربين - مباريات عدة، وأخرى كنت احتياطًا. وهذا العام في بداية الدوري لم يكن يشركني، وفي لقاء القادسية كان الفريق خاسر 1 - 2، ونزلت أنا وزميلي ناصر الشمراني، وقلبنا النتيجة بمساعدة زملائي إلى فوز. وبعدها غادر سامي، وحضر مدرب جديد، لم يشركني أيضًا حتى حضر كارينيو الذي منحني الفرصة كاملة.
* ما رأيك في سامي بوصفه مدربًا؟
* هو من خيرة المدربين، وليس أنا من يشيد بسامي الجابر؛ فلديه مستوى عالٍ، واحترافية، وجدية في التمارين والانضباط.
* لكنَّ الشبابيين لم يكونوا راضين عن سامي؟
* ربما الجمهور يرى من الخارج، وليس كما هو حالنا نحن اللاعبين نشاهد عن قرب في المعسكرات. ووجهة نظري الخاصة إن سامي مدرب ممتاز، ولكن كان ينقصه الحظ فقط.
* مسيرتك غير مستقرة من الاتحاد للخليج، ومن ثم الشباب.. لماذا؟
* فترة نادي الاتحاد في أول سنتَيْن كنتُ مستقرًا، ولكن ثالث سنة كانت هناك مشاكل ومضايقات من أحد اللاعبين، وكان هناك أمورٌ إدارية، ولم أكن متفقًا مع الإدارة بشكل جيد؛ وهذا أثر عليّ، ولم أكن ألعب أيضًا.
* هل دفعتَ ثمن حديث إعلامي في تلك الفترة؟
* الكلام الذي قلته - وما زلت أقوله - إني لم أتحدث بشي خاطئ، ولم أخطئ على أحد، ولم أذكر أسماء، ولكن بالعكس، كنت أوجه رسالة آنذاك، أريدها أن تصل للمدرب، وأكيد وصلت له، ولكن الجمهور لم يفهم ما أقصد، وفهموا أني أقصد الحديث عن اللاعبين الكبار، وبالعكس هؤلاء اللاعبون كنا نستفيد منهم - وما زلنا - وهم قدوتنا في الملاعب السعودية، ولكن الجمهور فسَّرها بطريقته.
* هل أثر ذلك عليك؟
* نعم أثر عليَّ، وأنا في تلك الفترة دفعتُ ثمن ذلك التصريح الذي أطلقته.
* هل شعرتَ بندم على ذلك الحديث؟
* أكيد شعرتُ بندم؛ لأنني لم أكن أرغب في الخروج من نادي الاتحاد، ولكن هذا نصيب من رب العالمين.
* إذًا خروجك من الاتحاد كان بسبب أن الجو لم يكن مناسبًا؟
* في تلك الأيام الاتحاد بشكل عام لم يكن مستقرًّا؛ ففي العام الواحد ربما يتغير أكثر من رئيس، ولم يكن هناك استقرار إداري ولا فني، وهذا أثر على اللاعبين كثيرًا.
* الجيل الذي لعبت معه، وهم جيل كأس العالم في كولومبيا 2010، أعماركم حاليًا تتجاوز 25 عامًا في الغالب، هل كنت متوقعًا نجاحًا أكبر لذلك الجيل؟
* هناك أسماء توارت قليلاً، وهذا أمر يؤلمني، ومن أبرزهم ياسر الفهمي؛ فهو لاعب مميز جدًّا، ولكن الإصابات لازمته، والآن هو رجع من خلال نادي الباطن، ونأمل أن نشاهده أكثر تميزًا، ولكن جيل كولومبيا يوجد عدد لا بأس به في المنتخب الأول؛ إذ يوجد عبدالله عطيف وفهد المولد ومعتز هوساوي وياسر الشهراني وسالم الدوسري.. وربما نص الفريق من نجوم كولومبيا.
* كيف ترى زيادة عدد اللاعبين الأجانب إلى ثمانية في الموسم المقبل، وهذا العام سبعة؟
* وجهة نظري إنها في صالح اللاعب متى ما كان لاعبًا جادًّا، ويريد النجاح وتطوير مستواه.. وهي تحدٍّ كبير للاعب السعودي لإثبات أنه موهوب، ولديه ما يقدمه في الملاعب، ويتفوق على الأجانب.. كما أنها فرصة أيضًا للاعب السعودي للاستفادة من الأجنبي في التمرين والمباريات.
* ثمانية لاعبين أجانب في الموسم المقبل يحق لهم اللعب لكل فريق، وسيتبقى ثلاثة مقاعد للسعوديين فقط..
* لا أتفق معك بأنها ثلاثة مقاعد؛ أعتقد أن البقاء سيكون للأفضل، ولو تشاهد هذا العام، وهو مسموح فيه بستة لاعبين في الملعب، ولكن من النادر أن تشاهد فريقًا يشرك الستة كلهم؛ إذ إن اللاعب السعودي تفوق على بعض الأجانب؛ فأشركه المدربون على حساب الأجنبي الذي بقي في الدكة، والموسم المقبل سيكون مشابهًا لهذا الموسم، وتحديًا جديدًا للاعب السعودي.
* أسعار اللاعبين السعوديين المرتفعة هل نستطيع القول إنه انتهى وقتها مع اللاعبين الأجانب؟
* مَن يكُن على قدر التحدي، و»يشد حيله»؛ فسعره سيكون ثابتًا؛ لأنه «يستاهل»، ولكن من لا يملك الطموح الكافي فسيجد نفسه خارج اللعبة.
* من يعجبك من اللاعبين السعوديين السابقين والحاليين؟
* في السابق يوجد لاعبون كُثر، لعبت معهم في الاتحاد، مثل مناف أبو شقير وصالح الصقري وأحمد حديد ورضا تكر وأسامة المولد وسعود كريري ومبروك زايد.. فهم من خيرة اللاعبين الذين تشرفت باللعب معهم. وحاليًا يعجبني حسن معاذ؛ وأستفيد منه كثيرًا، وكذلك أحمد عطيف وناصر الشمراني اللذان تشرفت باللعب معهما. ويعجبني كذلك محمد الشلهوب وياسر القحطاني؛ فهما اسمان كنت أتمنى أن ألعب معهما.
* مباراة عالقة في ذهنك؟
* أول مباراة لي مع الاتحاد كانت ضد الأنصار في جدة، ولاسيما أن الفريق كان خاسرًا، ونزلت وصنعت هدفَيْن.
* عندما تذهب لجدة كيف تجد تعامل جمهور الاتحاد؟
* جمهور الاتحاد - ما شاء الله - كبراء، ويتعاملون معي كما لو كنت معهم، رغم أني في نادي الشباب.. ومحبة هتان لديهم ما زالت كبيرة؛ وأشكرهم على ذلك.
* وكيف ترى الأجواء في نادي الشباب، ولاسيما أن طموح الجمهور أكبر مما حصل هذا العام؟
* الشباب بيئة خصبة للنجاح؛ فالنادي يوجد به روح الأسرة الواحدة، واللاعبون على قلب واحد، والإدارة مجتهدة، والجمهور محب للكيان، ولكن مشكلة الشباب في الغالب هذا العام هي مشكلة مادية، والشباب لا ينقصه إلا المال فقط؛ فكل ما في الشباب جميل، وأنا مرتاح نفسيًّا في الشباب.
* كيف تقيّم فترة أدائك في نادي الخليج؟
* كانت جميلة، وأنا -ولله الحمد- أديتُ بشكل جيد، والبيئة كانت ممتازة بوجود حسين الصادق والمدرب جلال القادري والأستاذ نزيه النصر والأستاذ جعفر.. فهؤلاء كانوا مهيئين لنا أجواء أخوية ممتازة، وقد انعكس ذلك في الملعب؛ إذ حصلنا على المركز السابع.
* والدتك -الله يحفظها- كان لها قصة مع نادي الخليج؛ فقد كانت تحصل على مكافآت مع اللاعبين أحيانًا؟
نحو نصف المباريات كانت تتوقع نتائجها، وتنجح في توقعاتها؛ فهي متابعة جيدة لكرة القدم؛ ولديها حدس كروي.. وكانت بادرة من الخليج أن تشرك والدتي في المكافأة.
* ما هي ميول والديك الكروية؟
* الوالد اتحادي، والوالدة أهلاوية، ولكنَّ كليهما يقف معي ويساندني مع أي نادٍ ألعب فيه.
* أخيرًا، كيف ترى حظوظك في اللعب مع المنتخب بالمونديال؟
* لدي أمل كبير بالعودة للعب بشكل سريع مع النادي، والانضمام للمنتخب إن شاء الله؛ فأنا أكثف العلاج على ثلاث فترات في اليوم، وبتوفيق رب العالمين سأعود بعد أسبوعين للمشاركة في التمارين الجماعية بعد فترة التوقف.
* ماذا تريد أن تضيف في النهاية؟
* شكرًا لصحيفة الجزيرة، وشكرًا لك أخي أحمد، وأتمنى من الجمهور الدعاء لأخيهم هتان باهبري للعودة إلى الملاعب، وتمثيل المنتخب السعودي خير تمثيل.