د. خيرية السقاف
عند إجراء أي نوع من التحولات في البيت يحدث أن يواجه المرء بمضادات قد يحسن تلافيها, وقد يضطر للتغيير الجذري في سبيل تنفيذها, وقد يجد الحلول الوسطى دون أن ينقض قائماً, فيحقق ما يهدف إليه..
لنتخيل أننا سوف نحوِّل أثاثاً من حجرة لأخرى, وواجهنا أن الحجرة التي سننقل إليها الأثاث لا تستوعبه, أو أنها أوسع مما ينبغي منه, فنحن أمام خيارين إما أن ننقض جزءاً من الجدار, ليتسع المكان, فتستوعب الحجرة كامل الأثاث في حال ضيق سعتها, أو أن نضيف إلى الأثاث آخر لتتسق الحجرة بما فيها, وتصبح مهيأة للراحة..
بمعنى أن في الموقفين نحتاج إلى مواءمة عادلة لا نتخلّص فيها إلا من الأثاث المهترئ, الذي لم يعد صالحاً للاستخدام, وغير النافع للحاجة, لكننا بالتأكيد في الحالتين سوف نحافظ على الثمين المكين من الأثاث المناسب والمفيد لأوقاتنا, وراحتنا..
هذه صورة مصغّرة, مادية, وملموسة يمكن أن نناظرها بصورة أخرى نمر بها في مرحلة التغيير التي نعيشها, وهي مرحلة بالغة من الغايات المتقدِّمة ما تحتاج إليه ضرورة حقبة الحياة المعاصرة التي نحن فيها نترابط مع المجتمعات العالمية بقوة, ونعمل على أن نحقق نقلات نوعية عالية الجاهزية تقانةً, تصنيعاً, رفاهاً, علماً, بحثاً, استثماراً, يكون فيها لعقل الإنسان بمدركاته, ومستويات فكره, وقدراته على الابتكار, والعمل, والاختراع المقام الأول, كما فيها لوجدانه النصف الآخر من المقام..
فيما يتعلّق بالتحول نحو فاعلية العقل, وتسخيره بالعلم, والمعرفة, والخبرة, والدربة, والممارسة, والابتكار, الجهد جاد ليستوعب مخرجات عقول العالم باختلاف منجزاتها, وأساليبها, وهو الدولاب يدور في مجتمعنا بفاعلية عالية مدهشة, ونشاط لا نظير له, بهمم متدفقة, فالشباب الذين يتولون صدارة المشهد يبهرون بما يقدّمونه من همة لا تتوانى, وجدية منتجة, ولسوف تكون ثمارها يانعة ريانة تتحقق مع كل منجز في مفاصل الرؤية التي نتطلع ببرامجها, وجدية تنفيذ محاورها أن يأتي عام 2030 وقد قفز الوطن بالفرد, وبمؤسسات المجتمع لمصاف الدول المنتجة المتقدمة صناعةً, وعلماً, وبحثاً, واستثماراً, وإنتاجاً, وثقافةً, وفنونا.. بكل طيوفه, ومراحلهم العمرية..
إنه لكي يتم الاستيعاب الذهني للأهداف, جاءت التفاصيل قرارات سيادية في غالبية مشاريع, وأفكار, وبرامج, وأهداف الرؤية, وهي التي بدلت ما يناظرها في عقل المجتمع بشفافية ما ستكون لها من نتائج مجدية وفاعلة ومفيدة للجميع.. ما ممزج النفوس بالفرح, والثقة, والاطمئنان للمستقبل بعد الحاضر الدؤوب ..وأصبحنا ننام على تنفيذ فكرة, ونصحو على ابتكار أخرى..
كل هذا المد لعقل المرء, وإدراكه, ينصب في غايات التطور بالتغيير الجذري لكل ما هو قابل للنقض, مفسد للمسيرة, ..
يبقى الجانب الوجداني في هذا التحول «للغد 2-2».