ماجدة السويِّح
المضمون الإعلامي للقاء سمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان عبر برنامج 60 دقيقة على قناة CBS عكس بين ثناياه رؤية 2030، والتطلعات الطموحة للسعودية الحديثة، وكيفية طرق تحقيقها، والتي بالفعل بدأنا نلمس أثرها في التغيير وتطوير المجتمع، خصوصا فيما يتعلق بالمرأة وحقوقها.
اللقاء سلط الضوء على السياسة الخارجية والداخلية، كما سلط الضوء على المرأة السعودية، وأعطاها حيزا في الحديث عن تمكينها، والعمل على تحقيق المساواة في الأجور أسوة بالرجل.
التحليل لمضامين الخطابات واللقاءات الإعلامية يعتبر خير أداة للتحقق من وعود السياسيين وسياساتهم المطبقة فعليا في كل بقاع العالم، فمن خلاله يتم الكشف عن التباين والصراع بين ما يتم نسجه عبر الإعلام، وتحقيقه على أرض الواقع.
عند إمعان النظر في المفردات والعبارات المستخدمة فيما يتعلق بالمرأة، نجد أن الخطاب جاء مباشرا حاسما، ومتوافقا مع الرؤية المستقبلية للسعودية الحديثة، ومنسجما مع الأهداف التي وضعت لتحقيق العدل والمساواة والتمكين للمرأة.
ولعل أبلغ عبارة يمكن من خلالها استشراف الهوية الجديدة للمرأة السعودية حينما قال سموه «القرار متروك للمرأة تماما» في ثنايا توضيحه عما يتعلق باختيار العباءة السوداء، فالمرأة اليوم في السعودية الفتية مستقلة تملك حق الاختيار والقرار.
العبارة تمثل في مضمونها وثيقة إرشادية للتعامل مع المرأة، وإصلاح العديد من القوانين التي تؤثر على استقلاليتها وتمكينها، فالخيار أصبح بيد المرأة في إدارة شؤون حياتها، واختيار ما يناسبها وفق تعاليم الإسلام، دون تطرف أو تحرر يسيء لتعاليم الإسلام السمحة.
إفساح المجال والخيارات المتعددة أمام المرأة السعودية توجه حديث، يلقي بظلاله بلا شك على السمة المميزة لولاية عهد محمد بن سلمان -حفظه الله - في إعطاء واحترام المرأة، وخياراتها، التي كانت مقولبة لعدة عقود في نماذج معدة سلفا، لا تقبل الاختلاف، أو التفرد بالاختيار.
ريما بنت بندر بن سلطان عبرت في لقاء سابق عبر القناة الرابعة البريطانية عن تلك الهوية الجديدة، والحق للمرأة السعودية بالاختيار، وتمثيل نفسها باستقلالية ودون وصاية، كما شددت على وجوب احترام اختيار المرأة بالاختيار فيما يتعلق بحجابها، مما استرعى انتباه المذيع الشهير لحق الاختيار الذي أشارت إليه الأميرة ريما في الخطاب السعودي الجديد.
الحرية في الاختيار واتخاذ القرار مسؤولية جديدة نسبيا على المرأة التي اعتادت الوصاية واتباع نموذج واحد، أو خيارات فقيرة، قد تفرض عليها حينا اتباع أقصى اليمين، أو أقصى اليسار دون مراعاة للاختلاف والوسطية، وسماحة تعاليم ديننا الحنيف.