د. ابراهيم بن عبدالرحمن التركي
(1)
** يُروى أن أحد وزراء الشؤون الاجتماعية السابقين سُئل عن تراخي جهود وزارته في مكافحة التسول والمتسولين وانتشارهم أمام الجوامع وعند الإشارات، فأجابهم : الأمر يسير؛ توقفوا عن إعطائهم وسيختفي التسول.
(2)
** انتشرت مفردة « التفاهة « مؤخرًا لتُرادفَ نتاجَ مشاهير بعض الوسائط الرقمية والورقية مرفقةً بنماذج «مرئية ومقروءةٍ ومسموعة» تعتمد على الإضحاك التهريجي والمواقف الهازلة والكتابات الضحلة، وفرغ كثير من الكتاب والمغردين لمناقشة هذه القضية والنعي على ذويها ، وكان يمكن لأولئك أن يتقاصروا لو توقف أولاءِ عن متابعتهم والإشارة إليهم.
(3)
** جزع «الموسيقار محمد عبدالوهاب» من منتقديه خلال فترة ظهوره المبكرة فشكا الأمر إلى صديقه الشاعر الكبير «أحمد شوقي» الذي جمع لعبدالوهاب - رحمهما الله - ما كتبته الصحف عنه ووضعها في زاويةٍ بمجلسه وطلب منه أن يصعد فوقها ففعل ورأى أن قامته امتدت بها، وكان الرئيس المصري «جمال عبدالناصر» يطلب وضع الصحف التي تشتمه قرب سريره ليقرأَها قبل النوم، وقبلهما تكسرت النصال على النصال فلم تضِرْ «المتنبي».
(4)
** «أوهت الوعولُ قرونَها»، ولو عبرنا فوق الإساءات أو بجانبها دون أن نعطيَها وزنًا يفوق حجمها لانتهى أربابُها؛ فمعظمهم دون انتقاداتهم :لا شيء، وبها : لاشيء مضافًا إليه سوءُ النية والطويّة.
**لدى الجميع معلوماتٍ عن الجميع، ولو نَشر كلُّ من يعرف ما يعرف لتوهمنا الحياة ملأى بالشر، ولو أغلقنا منافذ الاستماع والإسماع لوُئدت معازفُ الأشرار، ولو أعلينا قيم الفروسية والنبل لرأينا الخير والأخيار.
(5)
** جاء تساؤله صادمًا : هل نحن مسؤولون عمن يقول وما يقول لارتباطنا معهم بصلة قرابةٍ أو معرفةٍ أو عمل؟ وماذا عمن يتطوعون بإبراز سوءات الآخرين أمامنا لعلمهم بعلاقتنا معهم ؟ وكيف أنحو عندما يُحاول أحدٌ أن يوغر صدري على أحد ؟ وكيف أُصدق مًن حياته متكئة على تشويه الآخرين ظنًا أن انتقادهم إعلانُ براءةٍ له، أو نفيٌ لما قد اتُّهم أو يُتهم به ؟ ولماذا يجد هؤلاءِ مدىً متسعًا فيتبعهم من لم يكونوا يومًا تابعين ؟
** لم تكن استفهاماته بريئةً كما لم تجئْ نائيةً عن الواقع والوقائع بعدما صارت «الغيبة والبهتان» سلوكاتٍ معتادةً نعرفها فنألفها ونتناولها فنتداولها، ويتكئُ فئامٌ أمام حاسوباتهم لينشروا فينتشروا،ولا يعنيهم اختراق السلم المجتمعي والخُلق السامي، ولو وعَوا ما ادّعَوا.
(6)
** تساءل صاحبكم يومًا : هل نحن نحن؟ والمؤكد أننا مثل غيرنا نعيش حياةً لاهثةً سِمتُها الرقمُ فوق الماء والسير في الهواء والسكن في مدارات الهباء ؛ فلا نعلم عمن تصدر لماذا تصدر ومن توارى لماذا تقهقر، ولو علمنا لما استكنَّا.
(7)
** لا تجزعوا من النقد، ولا تثأروا من المنتقِد، ولا تصادروا حقَّ من شاء لينشر ما يشاء؛ فسيبقى مَن يستحق البقاء.
(7)
** «لو» لا تجزم.