حمد بن عبدالله القاضي
آلمني إغلاق مركز جود للرعاية النهارية لذوي الاحتياجات الخاصة بالدمام، وتوقف الرعاية عن 94 من هذه الفئة وتم تسريح 84 موظفاً.
السبب مؤلم هو نقص الموارد المالية بمقدار 5 ملايين ريال فاضطرت جمعية جود التابع لها المركز لإغلاقه كما قالت أ. الجوهرة المنقور رئيس مجلس إدارة جمعية جود بتصريح لها بجريدة الرياض، مشيرة إلى أن الأقساط التي يدفعها أهل المحتاجين للخدمة لا تكفي.
السؤال النابت كجرح من يرعى الآن ما يقرب 100 من ذوي الاحتياجات وأهلوهم مشغولون نهاراً بأعمالهم وليس لديهم القدرة ليستقدموا من يرعاهم؟
كيف يترك أهل الخير أعظم ميدان يجودون به عليه من بعض ما أفاء الله به عليهم.
وزارة العمل والتنمية الاجتماعية لم تكن تدفع إعانة بسبب عدم اكتمال الترخيص للمركز، الذي أنشئ منذ أكثر من 20 عاماً، والآن أعطت الوزارة ترخيصاً مبدئياً، لكن المشكلة باقية فأقساط ذوي المحتاج للخدمة لا تكفي وإعانة الوزارة هي الأخرى لا تكفي ويبقى دعم وتبرع أهل الخير القادرين في المنطقة الشرقية ليعود هذا المركز لخدمة هذه الفئات من ذوي الاحتياجات لرعاية نهارية.
=2=
الشيخ محمد السبيعي: أعماله الخيرية تستمر بعد رحيله
ليس أروع من أن يسعى إنسان من أجل عمل خير في حياته ثم يرحل ثم يتمّ مسعاه بعد رحيله، فهذا مشروع مقر جمعية قطرة النسائية بعنيزة المعنية بالأرامل واليتيمات والمعوزات بدأ العمل ببنائه، وقد لا يعلم كثيرون أن من تبرع وتابع بناء هذا المقر وحرص على اختيار أرض مناسبة له هو الشيخ الراحل محمد إبراهيم السبيعي رحمه الله.
لقد كنت زرت الجمعية بعنيزة ورأيت أعمالها المباركة للمحتاجات من النساء والجمعية لا مقر لها ثم تواصلتْ معي بشأن المقر السيدة الفاضلة أ. فاطمة التركي التي أنشأت هذه الجمعية النسائية الخيرية بعنيزة ورأست مجلس إدارتها وتفرغت لها سنوات بعد أن بعد أن تقاعدت من عملها كمساعدة لمدير التعليم بعنيزة ثم بعد أن قامت الجمعية وبدأت تؤدي رسالتها وتصل خدماتها لمحتاجيها اعتذرت عن الاستمرار برئاسة الجمعية لكنها ظلت معها تتابعها وتدعمها فهي «أمها الروحية» ولا يعلم إلا القلة أنها خصصت في بادرة نادرة الدور الأرضي من بيتها لهذه الجمعية لعدم امتلاكها مقراً.
وبعد عودتي للرياض تدارست معها موضوع المقر وقتها من أجل المقر وقد تطلعت لامتلاك الجمعية لمقر ووعدتها خيراً فما كان مني إلا أن زرت الشيخ محمد السببعي عليه رحمة الله وشرحت له ما تقوم به هذه الجمعية وحاجتها لمقر فوافق وتحمس كثيراً وبدأت خطوات اختيار الأرض من قبله وما تبعها
وبحمد الله أرسلت لي أ.فاطمة قبل يومين لوحة موضوعة على مشروع بناء المقر بأحد شوارع عنيزة، وهذه اللوحة فيها معلومات عن المبنى والمقاول وليس فيها أي ذكر للشيخ محمد أو أسرته حيث التزمت أسرته والمشرف على بنائه بنهج الشيخ في حياته بعدم إظهار اسمه على الأعمال الخيرية وإن كان كثيرون لا يعلمون عمن تبرع بهذا المبنى، فإن الله يعلم ويثيب.
أسأل الله أن تكون مثل هذه الأعمال المباركة التي استمرت وستكتمل بعد وفاته من الباقيات الصالحات له عند ربه وأن يتحقق له وهو بقبره وعد الرحمن الذي لا يخلف الميعاد {الَّذِينَ يُنفِقُونَ أَمْوَالَهُم بِاللَّيْلِ وَالنَّهَارِ سِرًّا وَعَلاَنِيَةً فَلَهُمْ أَجْرُهُمْ عِندَ رَبِّهِمْ وَلاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ}.
أنار الله له قبره وأثابه بالجنة وأثاب أولاده وبناته وأسرته بخير الجزاء في الدنيا والآخرة لحرصهم على استكمال ما كان والدهم حريصاً عليه وهو بينهم، رحمه الله.
=3=
وحشة العمر!!
هل قدر الأشياء الجميلة شجن الرحيل؟
تلك الأشياء التي ترحل كالأقمار تسافر عن عينيك ومدائن قلبك تاركة وراءها بكاء المراكب.. ووحشة العمر!.
إن الشجن الأكبر ألا تعرف سر الرحيل عن تلك الشواطئ التي لا تمنح سفنها سوى طمأنينة اللقاء، ولا تعطي للقوارب التي تعانق ضفافها غير سكينة الرسّو ونور الأمان..!