في مساء يوم الاثنين 14-4-1439هـ رحلت عن دنيانا.. أختي الغالية، رحلت بعد مرض ألمّ بها أسأل الله أن لا يحرمها الخير وأن يكتب لها الأجر على ما عانت من الآلام، والحمد لله على كل حال.. إن العين لتدمع.. وإن القلب ليحزن ولكن لا نقول إلا ما يرضي ربنا إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعونَ . لقد أحدثت وفاتها رنة حزن و.. ألماً.. وأسى لجميع أهلها.. بلدتها مسقط رأسها بلدة النخلات.. أهاليها شيباً.. وشباناً.. نساءً.. وأطفالاً.
كنتِ مثالاً رائعاً يحتذى في شيم النساء ولا نزكيكِ على الله، تقية مؤمنة محافظة على صلاتكِ في وقتها، حريصة على الصيام.. والصدقة، محبة للخير والناس.. والكل يحبها لما تتمتع به من سيرة حسنة وخلق كريم وتواضع جم واستقامة وصلة رحم وتواصل على البر والتقوى. لقد رحلتْ الغالية على الجميع صاحبة النفس الطيبة نفس نشأت وترعرعت على القيم السامية التي لم تقتصر آثارها على نفسها فحسب ولكنها امتدت إلى جوانب مهمة من حياتها الاجتماعية فأعلنت عن نفسها أروع إعلان في كرمها المأثور بكل تفاصيله وفي شهامتها. لقد كانت رقيقة المشاعر لطيفة الوجدان، كان التواضع طبعها وسجيتها ترى في سلوكها طبيعتها الخاصة التي تدلك على إيمانها العميق الذي أضفى على نفسها إحساساً رهيفاً سامياً ينبع من فطرة تسيل بشاشة وإخلاصاً وقلباً عامراً بحب الناس وسريرة صافية ونفس تسخو بالمروءة، كانت تسعى إلى الشفاعات الحسنة للمحتاجين ومن أعمالها المباركة العطف على المساكين وإغاثة الملهوفين، فإن كل هذه الأعمال المباركة ستلقاها عند الله خيراً وأعظم أجراً.. لقد كانت محبة للجميع والجميع يحبونها قد ثبت ذلك من كل الناس المواسين والمعزين في وفاتها من شيب.. وشباب.. ونساء جزاهم الله كل خير ووفقهم لم يحبه ويرضاه.. رحمك الله وأسكنكِ الفردوس الأعلى في الجنة مع الشهداء والصديقين والصالحين وحسن أولئك رفيقاً، وأسأل ربي سبحانه وتعالى أن يجبر كسرنا فيك برحمة.. وسكينة وجبر يملأ بها نفوس أهلك.. وزوجك وجميع محبيك. وأسأله تعالى أن يجعل قبرك من رياض جناته روضة فسيحة مدَّ بصرك..
وإنا على فراقك لمحزونون.. تدمع لك العيون.. وتبكيك القلوب، وعزائي لأسرة المحيميد.. مثلما هو العزاء لنا بك جميعاً، وأقول رزقكم الله الصبر والاحتساب والسلوان.
فمن الكريم وإلى الكريم...
فالحمد لله على قضائه وقدره...
والحمد لله على كل حال.
- أختك التي تتمنى لك السعادة في الدارين منيرة صالح المحيميد