عثمان أبوبكر مالي
يكمل اليوم الأربعاء البرنامج الرياضي الموسع الذي تبثة القناة الرياضية السعودية يومياً ولمدة ثلاث ساعات (شراكة) مع الهيئة العامة للرياضة برنامج (الخيمة) أسبوعه الثالث على التوالي (21 يوماً) حيث كانت انطلاقته في الأول من مارس الجاري، وقد منحت شرف الانضمام إلى فريق (ضيوف البرنامج) والمشاركة فيه من أول حلقة.
كنت انتظر مرور (30 يوماً) على البرنامج للكتابة عنه، (احتفاء به) وهو ما لم أفعله يوماً مع أي من البرامج الرياضية التي شاركت فيها من قبل، غير أن تسارع مستجدات بعض حلقاته وطروحاته (المثيرة)، تجعلني أطرح بعض ما أراه (وأنقل) بطريقتي رؤى بعض جماهير ومشاهدي القناة الرياضية (الرسمية) والأكثر انتشاراً ومشاهدة، ومن باب الحرص ليس أكثر.
أسوأ ما يمكن أن يواجهه برنامج رياضي (أي برنامج) أو ما يقال فيه أن يتحول الضيوف (أو بعضهم) إلى مدافعين للأندية الرياضية التي ينتمون إليها، وعلى الأصح إلى (ممثلين) لها يتصدون لأي نقد يوجهه (أحدهم) عن النادي، أو رأي يقوله عنه، أو حتى تعليق أو كلمة عابره، وإن كانت صحيحة لمجرد أنه ينتمي لذلك النادي، ومحسوب من إعلامييه، ومثل ذلك الفعل يحول (الإعلامي) الذي يُستدعى للبرنامج بصفته الشخصية إلى (مشجع) همه ألا ينتقد ناديه إلا هو، وألا يتحدث عنه إلا من ينتمي إليه، وأن يتحول الآخرون و(شركاء) البرنامج إلى منصتين يضعون أيديهم على خدودهم عند طرح محور يتعلق به، وكأن الحديث عن نادٍ خاص أو مغلق، وليس نادياً رياضياً سعودياً (رسمياً) مشاعاً وأكثر أموره مكشوفة.
يحول مثل هذا التوجه ضيوف البرنامج في الحلقة إلى (متخاصمين) مستعدين ومنتبهين لأي كلمة ومتصيدين لأي عبارة يقولها الآخر، ولا بد لهم من التصدي والرد عليها مهما كان الثمن، بل إن الأمر يتجاوز عند البعض من الضيوف فيجعلون (حق الرد) مكفولاً لهم، ليس فقط على ما يقال في الحلقة التي يشارك فيها، وإنما يتحين أول فرصة للظهور، ليرد ويعلق على كلام قيل عن ناديه في غيابه من زميل آخر في حلقة سابقة، حتى في غياب وعدم وجود القائل، وقد يأتي الرد بطريقة (أجلللللد) التي تستهوي (متعصبي) الأندية والمدرجات، والتي هي من (أهداف) وسياسة بعض البرامج والقنوات الرياضية (المنفلتة)!
أصحاب هذا التوجه ومن تستهويهم ـ مع كامل الاحترام لهم ـ ليس مكانهم البرامج (الرصينة) على غرار برنامج (الخيمة) أو القناة الرياضية (الرسمية) لأن لها أهدافاً وسياسات تسعى إلى إشاعتها وتحقيقها، تتواءم مع الاتجاه العام للرياضة وأهدافها النبيلة.
كلام مشفر
« من حق كل ضيف أن يقول رأيه في محاور الحلقة عند طرحها ـ في أي برنامج ـ طالما رغب، وطالما لديه معلومة أو إضافة، ومن حقه بل من واجبه ـ من وجهة نظري ـ التصدي وتصحيح أي معلومة خاطئة أو مغشوشة، وعدم السكوت عليها، لأن تمرير الخطأ والمغشوش يحسب على كل الحضور وعلى البرنامج.
« ومن العجب أن يعد الضيف ـ أي ضيف ـ أن الرد على النقد الذي يوجه لأحد الأندية، لا يجب أن يمر في وجوده، فذلك ليس واجبه ولا من مسؤوليته، لأنه ليس (موظفاً) في النادي، بل إن وجوده في البرنامج تجعل من شراكته موظفاً (غير رسمي) في القناة، ولا يصح أن يكون ضيفاً في البرنامج ومديراً للمركز الإعلامي للنادي في نفس الوقت.
« ولعل اللبس في الموضوع يأتي من عند كثير من جماهير الأندية الرياضية، الذين تتوالي إملاءاتهم على ضيوف البرامج، وطلباتهم بأن تطرح أمور وقضايا أنديتهم، متجاهلين أن البرامج لها فرق إعداد تجهز الموضوعات والمحاور والمواد، وهي المسؤولة عن اختيارها وطرحها، ولن أتجاهل أن هناك ضيوفاً يتجاوبون مع تلك الطلبات، بل إن بعضهم يتلقاها أثناء الحلقة عبر هاتفه، ولا يتردد في أن يصدح بها فرحاً!!
« لو استشعر كثير من (ضيوف) البرامج الرياضية ووضعوا في اعتبارهم العمل كـ (فريق واحد) لارتقوا كثيراً جداً بالبرامج ومستوياتها وذائقة المشاهدين، وأثروا حلقاتها بالعلوم والمعارف والآراء، وخصوصاً أن أغلبيتهم يمثلون ولديهم خبرات رياضية وإعلامية متراكمة.
« بقي هناك ما يمكن قوله عن مقدمي البرامج (المذيعين) الذين يديرون الحوار، وعليهم مسؤولية كبيرة في إدارة دفة الحوار ومستوى النقاش وإشاعته والمشاركة فيه من قبل الحضور بعدل وإنصاف (كان الله في عونهم).
« أخيراً أود الإشارة إلى أن ما ذكرته (ملاحظات) مشاهد وآراء ناقد رياضي ولا بأس أن أعتبرها البعض نوعاً من (جلد الذات).