د.عبدالعزيز الجار الله
حديث سمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان للصحافة الأمريكية التي نقلتها وسائل الإعلام العالمية، هي من الأحاديث النادرة جدا لما تحمل من شفافية عالية ومكاشفة ومراجعة لمرحلة سياسية عاشتها السعودية، وعاشها الشرق الأوسط، كان أخطرها:
- بداية الثورة الشيعية والمذهبية في إيران عام 1979م التي غيرت وجه المنطقة الخليجية والعربية، وزرعت الفتن والحروب، والأحزاب الإرهابية في المنطقة العربية.
- حرب العراق وإيران عام 1980م لمدة (8) سنوات على حدود بلادنا كادت أن تجرنا إلى كوارث لأنها قريبة جدًا من منابع النفط الخليجية والسعودية.
- انتكاسة ثقافية عام 1980م بعد أحداث الحرم وانكفاء حضاري نشطت معه حركة الإخوان في الداخل، واختطفت المنابر الدينية والثقافية والحضارية.
- أحداث 11سبتمبر التفجيرات في أمريكا 2001م التي جعلت أمريكا تصب كامل غضبها على دول الخليج والإسلام وتتهمها بدعم الإرهاب ونشر الكراهية والتطرف.
- احتلالأمريكا للعراق عام 2003م ثم تسليمها لإيران لتصبح أمريكا وإيران دول جوار للسعودية والخليج في اليابسة والبحار.
- تفكك الدول العربية منذ 2010م بالعاصفة الهوجاء التي اقتلعت بعض الدول العربية عاصفة الربيع العربي التي ما زالت نازفة.
- الحرب الأهلية السورية 2011م التي تحولت إلى صراع القوى العظمى أمريكا وروسيا وتورط تركيا وإيران في النزاع، فهي تجري هذه الأحداث قريبة من حدودنا الشمالية.
- النزاع المقلق في اليمن والانقلاب على الشرعية من قبل الحوثي وأعوانه الإيراني الذي يمده بالسلاح والمال لمهاجمة حدنا الجنوبي ومحاولته لتمدد الهلال الشيعي.
هذه وغيرها من ملفات الإصلاح في الداخل، ومحاربة الفساد، وبناء دولة قوية لتكون بمصاف الدول المتقدمة، هي الأجندة التي يحملها معه ولي العهد ويطرحها ويتداولها مع وسائل الإعلام، ومع الرأي العام المحلي والخارجي بكل شفافية ووضوح لأنه يحمل قناعة أن هذه الدولة تحملت الصدمات منذ عام 1979م وتجاوزت بحمد الله ولم تجر إلى نيران الثورات والحروب التي تدور حولها، لذلك يملك ولي العهد والقيادة السعودية القوة والثبات وبأنها ماضية في تنفيذ أجندتها وسياساتها مسلحة بأمان الله وعزته، ثم بشعب يثق ويحب قيادته وأنهم من المدافعين عن الدين والقيادة والأرض.