خالد بن حمد المالك
يتجه الأمير في ثاني زيارة له خارج المملكة بعد مبايعته ولياً للعهد، نحو الولايات المتحدة الأمريكية، بعد أن كانت الأولى إلى بريطانيا والثالثة (ربما) إلى فرنسا، ثم إلى دول أخرى بأزمنة مختلفة.
* *
الأمير محمد بن سلمان يُحسن اختيار التوقيت، ولا يقوم بزيارة رسمية من دون تحضير جيد لها، ومن طبيعته أن يصطحب معه في كل زيارة عدداً من الخبراء والمختصين -من الجنسين- ليعرضوا أفكار سموه أمام أنظار مثلائهم من الخبراء في الدول التي يزورها.
* *
وأكثر ما يميّز مباحثات الأمير أنه يتحدث بانفتاح لمناقشة أي موضوع، وأكثر سبب رشحه لرغبة دول العالم في الدخول معه في حوارات رصيده من التجديد في جسم المملكة الذي قوبل بالترحيب من الجميع، لوجود تناغم بين أفكاره وأفكار الآخرين.
* *
ففي دول العالم رأوا في السماح للمرأة بقيادة السيارة ودخول الملاعب الرياضية، والسماح بتنظيم الحفلات الغنائية، وإقرار تنظيم دور للسينما، ومحاربة الفساد، وكأن هذه المنجزات الإصلاحية إذ تتم في دولة محافظة، إنما هي انفتاح وتواصل حضاري مع العالم.
* *
هذه الصورة الذهنية التي تمثل انطباع الآخرين الجيد عن مسؤول سعودي شاب يتبنى مثل هذه الأفكار، ويوافقه عليها الملك، وتجد التأييد من المواطنين السعوديين، ساعدت وسطية الأمير في قبوله محاوراً مع قادة وزعماء دول العالم، مع احترام لآرائه وأفكاره.
* *
ومثلما سُجل لكثير من زعماء العالم مواقف مشهودة، واعتبرت جزءاً مهماً في تاريخهم، ومثلت مشهداً لن يختفي من الذاكرة ومن التاريخ، فإن ولي العهد الأمير محمد هو من هؤلاء الذين يستحقون أن تثمن لهم إنجازاتهم، وأن تكتب بخط واضح في صفحات التاريخ.
* *
الآن وهو يزور الولايات المتحدة، ويلتقي بالرئيس ترامب وبوزراء وأعضاء في الكونغرس وشركات ورجال أعمال، ووسائل إعلام مختلفة، فهو يبحث عن فرص للتعاون، وخدمات مشتركة، ويأتي إلى أمريكا قوياً وواثقاً وصاحب قرار سعودي مستقل.
* *
هناك دول، هناك مسؤولون فيها، يأتون بفعل الحاجة إلى المال، غير أن المملكة لا تأتي من أجل ذلك، هي غنية بالمال والرجال، لكن حضور ولي العهد، إنما هو لفتح آفاق للتعاون، في شراكة تستفيد منها أمريكا كما المملكة، ضمن برامج وخطط وعقود توقع.
* *
فرص الاستثمار بالمملكة كبيرة ومفيدة، وهناك تنافس على السوق السعودية، وتفهم لرؤية المملكة 2030 ومخرجاتها والتحول الوطني، فأوراق المملكة مكشوفة، ولا أسرار لدينا، فالكل على علم بها، ومن أراد أن يشاركنا في برامجنا ويستفيد منها، فأبواب المملكة مفتوحة لكل الأصدقاء.
* *
الكلام عن الزيارة الأميرية، بكل ملفاتها، وأيامها، واللقاءات التي ستتم فيها، والنتائج التي ستتمخض عنها، من السياسة إلى الأمن إلى الاستثمار إلى كل موضوع يرغب أي من الجانبين طرحه، هو هدف الأمير محمد بن سلمان من هذه الزيارة التاريخية.
يتبع