ناصر الصِرامي
يظهر الكثير من الساسة والمشاهير والمؤثرين على المسرح الإقليمي أو الدولي، وبشكل مستمر على القنوات العالمية وصدر العناويين الصحفية والأخبار. ولا تخلو البرامج العالمية والأمريكية -تحديدًا- من استضافة ضيوف من حول العالم، أقلهم طبعا بمنصب وزير خارجية!
لكن ليس كل ظهور هو حضور، وليس كل متحدث هو رجل قوي، أو ينتظر المعنين في العالم سماعه، وليس كل ضيف بالضرورة صاحب رؤية لبلده ومحرك فعلي لمشروع منطقة جغرافية وأمه بأكملها.
وبالطبع ليس كل ضيف صاحب قرار ومنفذ حقيقي، كما أنه وفِي البداية والنهاية - ليست كل بلد بحجم المملكة العربية السعودية وتأثيرها وثقلها الإقليمي والإسلامي والعالمي بالتأكيد.
لم يسمع العالم من قبل قيادة سعودية في صف متقدم لولاية العرش، يتحدث بهذا الوضوح والإيجابية والقوة، ويجيب عن الأسئلة المعلقة، ويضع كل المشاهد في إطارها الصحيح والطبيعي لبلده وللمنطقة والعالمين العربي والإسلامي.
ليست مقابلة الأمير محمد بن سلمان، في برنامج (60 دقيقة)، - البرنامج الأشهر والأقدم في تاريخ الصحافة الاستقصائية التلفزيونية-، لم تكن وحدها مثار انتباه العالم وساسته واقتصادية والعامة.
الاهتمام سابق وممتد، إلا أن كونه الأخير، ثم ما حمل تصريحات واضحة لحجم المملكة الحقيقي والمستحق.
حضور MBS، كما تعريفه العالمي، لا يتوقف على مقابلة تلفزيونية. بل وسبقها بكثير، ومعها أيضا، وبعدها وبالطبع لأسابيع قادمة.
كان MBS دوما في عمق التحليل السياسي والاقتصادي الدولي عبر الدراسات والمقالات والتقارير والتعليقات، أنه الأهم والأشهر في الساحة الإعلامية العالمية اليوم. الأكثر متابعة ونجاحًا في المجمل، ولكل ما يتعلق بمنطقتنا واتجاهاتها، ولكل التحولات التي يقودها على المسارات السياسية والاقتصادية والاجتماعية، محدث ما يشبه الزلزال بهزاته الارتجاعية المتتالية، عبر مجمل التغيرات الآنية والتالية، والإعلانات المتتالية من إطلاق أول رؤية سعودية شاملة تمتد إلى 2030، إلى تحريك مسارات المستقبل عبر مشروع نيوم العملاق، وما أحدثه جراءة الإعلان عن طرح جزء متواضع من أرامكو السعودية العملاقة، مرورًا بتحريك وإجراءات المعالجة لملفات السياسية المبعثرة في المنطقة، بما فيها فضح التدخلات الإيرانية وخطورة نظام الملالي على الأمن القومي.
وحيث الأهم، استمرار القرارات الشجاعة للإصلاح الاجتماعي وتعزيز اتجاهاته العصرية، كجزء من العالم وتعايشه وتسامحه، بنبذ كل أصناف وأشكال الإرهاب.
برنامج عمل وطني يقوده وينفذه سمو ولي العهد لبناء تاريخ السعودية الجديدة، كما يؤسس له الملك التاريخي خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، آخر ملوك السعودية من أبناء المؤسس الكبير عبدالعزيز، الذي كتب تاريخ السعودية في نسختها الأحدث.. فمن الطبيعي أن يتابع العالم باهتمام استثنائي كتابة التاريخ بين يديه..