احمد العلولا
مع خالص العزاء وصادق المواساة للوطن قيادة وشعبا بالفقيد الغالي الشيخ منصور بن حمد المالك، ذلك الكتاب المفتوح الذي تجد المتعة والسعادة وأنت تتصفح ورقات الكتاب التي تجد في مادتها مختلف أصناف وأطياب اللذة المادية والمعنوية الشيخ منصور المالك، ذلك الانسان العالم الجليل، كان يحمل في داخله كما أتصور شخصياً بحكم معرفتي المتواضعة به قلب (طفل) رقيق لايعرف شيء اسمه الحسد والحقد والكراهية، عرفته كثيراً بحكم علاقته الوطيدة الحميمة التي جمعته بعمي الشيخ محمد بن عساف العساف (والد زوجتي) رحمه الله، وقد وقفت كثيراً علئ جوانب مضيئة في أبعاد تلك العلاقة التي تجاوزت نصف قرن كانت في غاية المثالية نظراً لقيامها من الأساس على مبدأ الأخوة وليس لغرض دنيوي!!!!
أذكر جيداً انه عندما رحل رفيق دربه كانت أسرة المالك العزيزة في رحلة برية ولما عرف الشيخ منصور بالخبر إلا وقرر العودة سريعاً للرياض مع عدد من أخوانه للمشاركة في تقديم واجب العزاء لصديق غال عليه، وقد طلب من أبناء الفقيد قبول طلبه في إحضار وليمة غداء أو عشاء ويبدو أن أحد أخوة الفقيد شكره واعتذر بحجة أن وقت العزاء قد انتهى.!!!
لم أكن أعرف ذلك مباشرة ولكن بعد انصراف الشيخ من بيت العزاء أبلغني أحد أبناء العم محمد بذلك طالباً مني التدخل سريعاً بالتواصل مع الشيخ منصور والاعتذار منه ومن ثم الموافقة على طلبه وحقيقة ما أن كلمت الشيخ منصور وتأسفت له كثيراً عماحدث وبينت له أن أبناء صديقك محمد العساف - وتلك شهادة لله، وللتاريخ يقدرونك كثيراً ويثمنون علاقتك الوطيدة بوالدهم، ولذا كان قرارهم بالإجماع على تلبية دعوتك حتى وإن كان وقت العزاء قد انتهى، وكان رد الشيخ منصور رحمه الله لي يابو جواد أنت عزيز وغال ودائما اعتبرك أحد أبناء الفقيد بحكم تواجدك الدائم معه وبالتالي أقول لك ماقصرت ومشكور وأنت تعرف (معزتي) لأبو حسين رحمه الله وكنت دائما إذا التقيت الفقيد الشيخ منصور يسألني عن أبناء وبنات العم محمد العساف ويطلب مني نقل تحياته وسلامه لهم، يتوقع البعض أن الشيخ منصور المالك بحكم انتمائه لمسقط رأسه (محافظة الرس) أن تواجده مع أخوانه الكرام يبقى مقتصراً على أفراح وأتراح أهل الرس وهذا غير صحيح على الإطلاق ذلك أن حضوره وتواجده الدائم وبصفة يومية يشمل كل فئات المجتمع بعيداً عن المناطقية.
أعود وأقول، يبقى الشيخ منصور المالك الغالي جداً على قلبي ذلك الكتاب المفتوح، رحمه الله رحمة واسعة وغفر له وأسكنه الفردوس الأعلى إنه سميع مجيب وسامحونا