عبدالله العجلان
كان نبأ سعيدًا ذلك الذي أعلن فيه الاتحاد الدولي لكرة القدم يوم الجمعة الماضي موافقته على رفع الحظر عن الملاعب العراقية. مصدر السعادة بالنسبة لنا نحن السعوديين قيادة وحكومة وشعبًا هو أن المملكة كانت متحمسة ومهتمة بحسم هذا الملف المهم للأشقاء العراقيين، وتحقق لها هذا بتوفيق من الله، ثم بتوجيه ودعم واهتمام من خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده الأمين، وبجهود واضحة وملموسة من معالي رئيس هيئة الرياضة الأستاذ تركي آل الشيخ الذي وعد بذلك في وقت سابق، وأكد حينها أن رفع الحظر عن الملاعب العراقية سيكون هدفًا للمملكة تقديرًا وحبًّا وتعاطفًا مع العراق الشقيق وشعبه الكريم..
سعدنا كذلك بالقرار؛ لأن تأثيره الإيجابي على العراق الدولة والشعب لا يقتصر على الشأن الرياضي فحسب بل يمتد إلى ويشمل مجالات أخرى اجتماعية واقتصادية وثقافية وسياسية، وحتى أمنية، يحتاج إليها الشعب العراقي بعد سنوات طويلة مريرة، عاني فيها من ويلات الحروب والعنف والتشرد والعزلة؛ الأمر الذي سيعيد له ولكرة القدم العراقية العريقة حضورها القوي خليجيًّا وعربيًّا وآسيويًّا ودوليًّا.
القرار بظروفه ومعانيه السامية النبيلة يجسد قيمة ومكانة ودور المملكة، ومدى ارتباطها واهتمامها الأخوي الإنساني بالعراق الجار الخليجي العربي المسلم، مقابل ما فعلته إيران المفسدة من تمزيق لنسيجه ووحدته وتناغمه، وتدمير لثقافته وتاريخه وحضارته، ونهب لخيراته، وترويع لشعبه وأمنه واستقراره..
الآن بقي الدور الأهم على مسؤولي الرياضة في العراق، وضرورة الاستفادة من القرار بطريقة تساهم في تطوير كرتهم، وعدم إتاحة الفرصة للتدخلات الخارجية التي لا تريد الخير والعز للعراق..
الأيام الصعبة للأخضر
90 يومًا تفصل منتخبنا الوطني عن أولى مبارياته في المونديال حين يلتقي في الافتتاح منتخب الدولة المستضيفة روسيا. هذه المدة الزمنية ستكون مناسبة وكافية ومفيدة لتحضير الأخضر في حالة استثمارها بشكل يضيف له المزيد فنيًّا وبدنيًّا، وأيضًا جماهيريًّا وإعلاميًّا، وقد تكون على العكس قصيرة، سريعة، غير مجدية.. لو تعرض فيها المنتخب لقرارات إدارية وفنية مزاجية غير مدروسة، تعرقله وتعصف به..
الشهور الثلاثة القادمة مرحلة صعبة حساسة، لا تحتمل أدنى الأخطاء، وتتطلب من اتحاد الكرة الحذر من الوقوع في تناقضات وتعاملات، ينعكس تأثيرها على إعداد الأخضر، بما في ذلك القرارات الخاصة بالأندية والمسابقات المحلية كما حدث مؤخرًا من لجنة الانضباط ثم الاستئناف، وكذلك قرار عدم مشاركة لاعبي المنتخب في المباراة النهائية لكأس خادم الحرمين الشريفين، ومثلها التلاعب بلائحة المسابقات فيما يتعلق بآلية زيادة دوري المحترفين، وإلغاء الصعود من الدرجة الثالثة إلى الثانية بدءًا من الموسم القادم؛ وهو ما تسبب في سخط واستياء وإحباط لمنسوبي وجماهير أكثر من 120 ناديًا في المملكة..
تتويج إنجاز التأهُّل لمونديال روسيا، وتفعيل مشاركة الأخضر فيه، وكذلك مدى مقدرة ونجاح اتحاد الكرة والأجهزة التابعة له ستحدده قراراته وتعاملاته في المرحلة القادمة.. كل الأماني والدعوات له بالتوفيق، وأن يقدم منتخبنا في هذا المحفل العالمي ما يليق ويشرف ويحلق باسم المملكة العربية السعودية عاليًا كما هي دائمًا.