خالد بن حمد المالك
الأمير الذي أعنيه هو محمد بن سلمان، والأمير الذي أعنيه هو الذي أصبح حديث وسائل الإعلام العالمية، وتحديداً الإعلام الأمريكي، والأمير الذي أعنيه من ولدت على يديه فكرة الرؤية 2030 ولقيت التأييد والدعم والمساندة من خادم الحرمين الشريفين، الأمير الذي أعنيه هو الأمير الشاب الذي يجلس على كرسي ولاية العهد، نائب رئيس مجلس الوزراء ومن يمسك بحقيبة وزارة الدفاع، والأمير الذي أعنيه من تولى ملفات مكافحة الفساد والسماح للمرأة بقيادة السيارة ودخولها الملاعب لمشاهدة المباريات، والسماح للسينما والترفيه، والأمير الذي أعنيه هذا بعض ما يُعرَّف به رجل المرحلة بإنجازاته وطموحاته وشجاعته وحسه الوطني الخلاق.
* *
يأتي هذا الأمير الشاب غداً إلى الولايات المتحدة الأمريكية زائراً لها زيارة رسمية، ويأتي لها مستثمراً بالشراكة مع هذه الدولة العظمى في مشروعات طموحة في بلادنا، هنا في الرياض الفرص والبيئة الاستثمارية المناسبة، وهناك في واشنطن الخبرات ورؤوس الأموال، وبين «الزيارة الرسمية» بالتوافق بين الأمير والرئيس على السياسات في مختلف المجالات، و»الزيارة الاستثمارية» بإتاحة الفرص لمن يرغب أن يكون جزءاً من الاستثمار بالمملكة قبل أن يفوته القطار، بين هذه وتلك يظهر ولي العهد محمد بن سلمان وجهاً مألوفاً في كل وسائل الإعلام الأمريكية، تسبقه أعمال عظيمة تبناها، وقرارات تاريخية كانت ضمن خطواته لبناء الدولة السعودية الحديثة، بوصفه الساعد الأيمن لخادم الحرمين الشريفين.
* *
هناك في أمريكا، سيفتح سموه الملفات المهمة أمام الساسة ورجال الأعمال، وسوف يناقشها مع الرئيس ترامب والوزراء، قبل أن ينتقل من ولاية إلى أخرى لعرض مجالات التعاون مع رجال الأعمال والشركات الأمريكية الكبرى، والأهم من ذلك أن الأمير يحمل رسالة مهمة من الملك ومن الشعب السعودي إلى قيادة وشعب الولايات المتحدة الأمريكية مضمونها الحب والوفاء والتقدير للصداقة السعودية - الأمريكية التي تشهد في عهد الرئاسة الأمريكية الحالية وعهد خادم الحرمين الشريفين كل هذا التطور مع الحرص لأن تبلغ المدى البعيد من أهدافها.
* *
تحاط زيارة ولي العهد محمد بن سلمان باهتمام دولي غير معتاد، فالعالم يراقب ويتابع ويقرأ كل ما يقال عنها، وهذا الاهتمام لا يقتصر على المحيط الأمريكي، وإنما هو اهتمام عالمي بحكم أهمية الدولتين المملكة وأمريكا، وما تمثله زيارة الأمير الشاب لأقوى دول العالم، في ظل تفاهمات سابقة بين الملك والرئيس والأمير والرئيس، والنتائج السابقة التي أسفر عنها لقاء سابق للرئيس هنا في الرياض، وما تم من تواصل سعودي معه منذ أول زيارة له خارج الولايات المتحدة الأمريكية للمملكة وحتى اليوم، لتأتي زيارة الأمير محمد بن سلمان استكمالاً لزيارة الرئيس من جهة، واستكمالاً لما كان الأمير قد بحثه مع الإدارة الأمريكية السابقة ومع رجال الأعمال الأمريكيين من جهة أخرى.
* *
الزيارة الأميرية حدث تاريخي مهم؛ إذ إنها تأتي في ظل ظروف ومستجدات إقليمية ودولية، تتطلب من الدولتين مناقشتها وأخذ موقف متجانس ومتفق عليه، فإيران بعبثها بأمن المنطقة، وتدخلها في الشؤون الداخلية للدول، واستمرارها في تطوير قدراتها النووية سيكون ذلك ضمن أهم الموضوعات التي ستكون مدار بحث بين الأمير والرئيس، كما أن الحوثي في اليمن بما يشكله من خطورة على استقرار دول الجوار مدعوماً من إيران سيكون هو الآخر ضمن الملفات المهمة التي ستكون على طاولة المباحثات، وهناك الوضع المأساوي في سوريا، ودعم قطر للإرهاب، وبالتأكيد ستكون فرص الاستثمار بالمملكة المتاحة للجانب الأمريكي ضمن اهتمام الجانبين، وذلك قبل أن يبدأ الأمير جولته للقاء بالمستثمرين من شركات كبرى ورجال أعمال أبدوا رغبتهم في أن يكونوا ضمن من ستكون لهم فرصة الشراكة في مشروعات التطور التي بدأت بقوة في المملكة.