د.عبدالعزيز الجار الله
هل ستكون جامعة الملك سعود في قادم الأيام القليلة القادمة بعد أن يطبق نظام الجامعات الجديد تكون الجامعة خارج دائرة التعليم وتتحول إلى جامعة بحثية دون أن تقدم خدمة تعليمية لدرجة البكالوريوس بل تخص في الدراسات العليا الماجستير والدكتوراه؟.
فقد ذكر وكيل جامعة الملك سعود الدكتور عبدالله السلمان: أن الجامعة سوف تركز على العملية البحثية مستقبلا وفقا لنظام الجامعات الجديد عند صدوره والبدء في تطبيقه، كما أنها سوف تواصل مسيرتها في تقديم العملية التعليمية ولن تتركها الجامعة عند التحول إلى جامعة بحثية غير ربحية . (انتهى جريدة الجزيرة الاثنين الماضي) توقف جامعة الملك سعود بالدرعية عن تقديم خدمة التعليم الجامعي لدرجة البكالوريوس يعد من الأخطاء الجسام التي يرتكبها التعليم العالي وخطأ يرتكبه نظام الجامعات الجديد خاصة في مجال التخصصات الإستراتيجية:
الطب البشري
طب الأسنان والجراحات التابعة له
الهندسة
القانون
الصيدلة
وكذلك التخصصات المساندة وهي: الحاسب الآلي، وتخصصات العلوم الطبية التطبيقية، هذه التخصصات كان يجب أن تكون في بلادنا بهذه المرحلة في الجامعات الحكومية مثل جامعة الملك سعود أو جامعات بمستوى القوة العلمية والأكاديمية والإدارية لجامعة الملك سعود، لحين قيام اعتماد أكاديمي قوي وجهات إشرافية ورقابية قوية تستطيع أن تضبط جودة العملية التعليمية.
نظام الجامعات الجديد بصورته الشمولية مرحب به وتصنيف الجامعات مطلب إداري وأكاديمي، واستقلال الجامعات ماليا وإداريا وتملكها لمواردها وتولي مجلس أمناء يدير الجامعات هو مطلب الجميع ومطلب الجهات التخطيطية والتنظيمية في الدولة، لكن تخلي وزارة التعليم عن التخصصات الإستراتيجية وتوقف جامعة الملك سعود عن تقديمه وتقليص إدوارها ومسؤولياتها في درجة البكالوريوس قد يكون منعطفاً خطيراً على مستقبل تخصصات العلوم الصحية والهندسة التي تحرص معظم الجامعات أن يكون حكوميا أو شبه حكومي بالإضافة إلى ماتتمتع به دول الريادة الأكاديمية بمجالس الأمناء القوية والاعتماد الأكاديمي الجاد و حزم رقابة أجهزة الدولة الأخرى يجعل التخصصات العلمية في دائرة رقابية محكمة تكون فيه المخرجات ذات جودة عالية، قد لا تتوفر لنا في الوقت الراهن.