«الجزيرة» - أحمد المغلوث:
غداً (الثلاثاء) يستقبل فخامة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع في البيت الأبيض، وبالتحديد في المكتب البيضاوي. عن البيت الأبيض أكتب هذه الإطلالة لهذا اليوم. والبيت الأبيض في العاصمة الأمريكية واشنطن تم تنفيذه خلال تطوير العاصمة الأمريكية؛ إذ عقدت واشنطن مسابقة لاختيار مهندس لتصميم البيت الأبيض، ولقد فاز بها المهندس جيمس هوبن، وبدأ العمل فيه في عام 1792؛ إذ أُحضرت الأحجار من اسكتلندا، وأشرف على بنائه الرئيس جورج واشنطن، لكنه لم يعش فيه. وأول من عاش فيه الرئيس الثاني جون آدامز عام 1796. وحسب المراجع الأمريكية، وعلى الأخص الرئاسية، أول من سماه بالبيت الأبيض الرئيس الأمريكي ثيودور روزفلت عام 1901م، وبعدما دخلت الولايات المتحدة الحرب مع بريطانيا أثناء استعمارها، وأحرق الجنود البريطانيون في أثناء الحرب البيت الأبيض في 24 أغسطس 1814م، ولم يتبق منه إلا الجدران الخارجية، واستغرقت إعادة بنائه ثلاث سنوات. انتقل الرئيس جيمس مونرو إلى البيت الأبيض المعاد بناؤه جزئيًّا في أكتوبر عام 1817م، ثم تم إضافة الرواق في الجزء الجنوبي في عام 1824، والشمالي في عام 1829، ونقل الرئيس ثيودور روزفلت كل مكاتبه إلى الجناح الغربي في المبنى الجديد عام 1901. بعد ثمانية أعوام وسع الرئيس وليام هوارد الجناح الغربي، وأنشأ أول مكتب بيضاوي. وهذا البيت الرئاسي يحتوي بوصفه مجمع البيت الأبيض على 132 غرفة و35 حمامًا و412 بابًا، والنوافذ 147، و28 موقدًا، و8 سلالم، وثلاثة مصاعد، وخمسة مطابخ بدوام كامل، وملعب تنس، وعدد واحد من مسارات البولينغ، ومسرح، وسينما (تسمى رسميًّا مسرح العائلة الأولى في البيت الأبيض)، ومضمار للجري، وحوض للسباحة. ويستقبل المجمع ما يصل إلى 30.00 زائر كل أسبوع، وعددًا أكبر من السياح خارج البيت الأبيض لالتقاط الصور التذكارية أمامه. وهذا البيت - كما يقول خبراء السياسة في العالم - تتم في مطبخه (المكتب البيضاوي) كل الطبخات السياسية والخطط والقرارات، وتتم فيه طرق تنفيذها. ويُقال عن اختيار اللون الأبيض (اللون شامل للبيت) إنه لون البياض والنقاء والشفافية والابتسامة وحتى السلام. والكارهون لأمريكا، أو الذين يعدون الطعام عليها - وما أكثرهم في هذا العالم - يقولون إن «البيت الأبيض» ليس أبيض، وإنه اسم على غير مسمى.
على العموم، كل واحد له رأيه فيما يقول، لكننا نقول اليوم - وبكل شفافية - إن البيت الأبيض سوف يكون أكثر بياضًا مشبعًا بالابتسام وهو يستقبل ولي عهدنا الأمير محمد بن سلمان ومرافقيه. هذا الأمير الشجاع الذي وقف أمام (نظام الملالي) بقوة تعكس إرادة سياسية واضحة وشفافة، وكما جاء في مقتطفات من المقابلة التي أجراها برنامج «60» دقيقة معه، ووضع خلالها النقاط على الحروف، وسمى الأشياء بأسمائها، التي جست صلابة موقف واقتدار المملكة أمام إيران التي (تتفشخر وتهايط) كما يقال بامتلاكها السلاح النووي. كل هذا وذاك من خلال ما قام به الإعلام العالمي من متابعة واهتمام كبيرين بزيارة ولي العهد لأمريكا، والاجتماع مع الرئيس ترامب في البيت الأبيض. من هنا فأنظار العالم تتجه إلى هذا البيت بصورة خاصة، وأمريكا بصورة عامة؛ لتتابع ما سوف تنتج عنه اجتماعات الأمير محمد والرئيس ترامب، وخصوصًا أن سموه يحمل معه ملفات مختلفة ومهمة -وفقه الله-.