صيغة الشمري
قد يستغرب بعض الناس ما الذي دعا وزارة الداخلية بسرعة القبض على رجل الأمن الذي قام بتصوير حافلة أحد الأندية وهي فارغة مع وجود تعليق صوتي زاد الطين بلة، قد يظن البعض أن المشكلة الوحيدة هي مسألة إثارة جدل رياضي حول رفاهية هذه الحافلة أو أمور أخرى رياضية لا مجال لذكرها.. الإجراء الذي قامت به وزارة الداخلية هو إجراء يؤكد وعيها وتطورها الفكري في اتجاه رفع الإحساس بأمن المجتمع والمسؤولية الاجتماعية رغم أني أرجح بأن من فعل ذلك ليس لديه علم بالأثر السلبي الذي سيحدثه هذا المقطع الذي أثار جدلاً واسعاً بين الأوساط الرياضية وغيرها.. هذا الإجراء الذي قامت به وزارة الداخلية مشكورة سيمنع أيّ رجل أمن من تصوير أي مقطع بعد ذلك، لأن رجال الأمن يتاح لهم دون غيرهم التواجد في أماكن وأحداث ذات درجة معينة من الخصوصية بحكم مهامهم وواجباتهم.. ومن المؤكد بأن لديهم تعليمات مسبقة يعرفها كل رجل أمن بمنع إفشاء أسرار العمل والتصوير.
ونشر المقاطع من أشد افشاء أسرار المهنة خطورة على أمن المجتمع، وجود عدة مخالفات من هذا النوع لا يلغي مجهودات رجال الأمن في كل مكان الذين كانوا ولايزالون يمثلون صمام الأمان الحقيقي -بعد الله- بالحفاظ على أمن المجتمع وتوفير أقصى درجات الحماية للجميع.. كما بدأنا نلحظ مجهودات سمو وزير الداخلية على تطوير مستوى وأداء وزارة الداخلية ومنسوبيها بشكل يليق ببلد الحرمين الشريفين وبثقة مليكنا المفدى وولي عهده الأمين، رفع ثقافة رجل الأمن السعودي.. ووعيه أمر مهم جداً لاسيما فيما يخص انتماءات رجال الأمن الرياضية خوفاً من ظهور مقطع لمواطن تشير الملصقات على سيارته أو لوحة السيارة إلى انتمائه لنادٍ ليس النادي الذي يشجعه رجل الأمن فيبين المقطع تأثير ذلك على رجل الأمن ضد المواطن الذي يشجع نادياً آخر، القصد من هذا المثال الفرضي هو استعراض الحالات الفرضية التي تجعل انتماء رجل الأمن الرياضي يجرفه إلى التقصير بعمله سواء عن جهل أو عمد.. لاشك بأن رجل الأمن هو بالنهاية بشر ومواطن ومن حقه أن يشجع النادي الذي يريد ولكن ليس على حساب واجبه وأداء أمانته مثلما حصل مع رجل الأمن الذي قام بتصوير حافلة النادي، فهو بالتأكيد لا يمكن أن يتخيل خطورة ما قام بفعله ولو كان يعرف لما فعل.. كما أشدد أيضاً على واجب المواطن تجاه رجل الأمن بأنه ليس من حقه أن يقوم بتصويره وهو يقوم بأداء مهامه، لأن ذلك قد يتسبب بالكثير من الخلل من ناحية أمنية.