فهد بن جليد
هناك نقاط تستحق الانتباه لها قبل إطلاق وزارة العمل والتنمية الاجتماعية لبرنامج (العمل المرن) الذي يُتيح الاستفادة من المواطن السعودي بنظام العمل والأجر بالساعة، من غير إلزام صاحب العمل بتعويض الإجازات المدفوعة، أو التسجيل في التأمينات الاجتماعية، أو توفير التأمين الصحي، أو تعويض مُكافأة نهاية الخدمة، كفرصة لاستفادة المواطن من ساعات فراغه في نهاية الأسبوع أو في المواسم والإجازات، دون أن يكون هناك تكاليف أو حسميات أو التزامات على المُنشأة، وهو ما قد يحرم الشباب السعودي المُستحق والمُستعد للعمل الطويل من فُرص العمل الحقيقية، لرغبة المًنشاة تخفيض تكاليفها والتزاماتها الشهرية والنظامية تجاه موظفيها.
الفكرة (بشكلها العام) معمول بها في السوق السعودي فيما يعرف بنظام العمل الجزئي أو غير الرسمي الـ Part Time وأتمنى أن يكون التوجه الجديد من الوزارة بقصد إضافة ضوابط أخرى، تفيد الطرفين (صاحب العمل والموظف غير الرسمي) ولا تحرم مُستحق الوظيفة الحقيقي من فُرصة الحصول عليها، وذلك بتحديد نسبة الموظفين الرسميين وغير الرسميين المسموح الاستعانة بهم، فتأثير هذا النوع من العمل على جودَّة الخدمة قد يكون إيجابياً عند الاستعانة بأصحاب الخبرة لساعات مُحددة في اليوم، وقد يكون فرصة لمنح الخبرة اللازمة لطالب العمل السعودي أو حتى لطلاب الجامعات حتى يُثبتوا قدرتهم وكفاءتهم ومن ثم يتم التعاقد معهم بمُمَّيزات جيدة، بينما هو سلبي جداً عند تغيير الموظفين بشكل مُستمر واستغلال طاقاتهم وصحتهم ووقتهم لزيادة الأرباح وتخفيض المصاريف مع عدم الاهتمام ببيئة العمل واستقرارها وجودَّة الخدمة المُقدمة، فليس من المعقول أن ننتظر الفائدة من مُنشأة نسبة الموظفين الرسميين فيها لا تتجاوز الـ 10 بالمائة، بينما الـ 90 في المائة الآخرين يتم التعاقد معهم بهذ الطريقة لتسديد الشواغر الوظيفية، وهو ما أرجو من الوزارة وضع ضوابط له قبل إطلاق البرنامج.
ما يتقاضاه الموظف الرسمي شهرياً - الراتب، البدلات، التأمين الصحي، اشتراكات التأمينات الاجتماعية، مُكافأة نهاية الخدمة، الحماية من الفصل، الزيادات السنوية - مُقابل عمله 8 ساعات في اليوم، يمكن تقسيمه على أجر 3 موظفين، يزيدون من خدمة المُنشأة 15 ساعة بنظام (العمل المرن) الذي نتطلع أن يكون حلاً وفُرصة للشباب السعودي، لا مُشكلة قادمة يستغلها أصحاب العمل بالتوسع فيها حتى تكون بديلاً عن التوطين الحقيقي للوظائف الذي تسعى له الوزارة.
وعلى دروب الخير نلتقي،،،