مهدي العبار العنزي
عندما وحّد جلالة الملك عبد العزيز بن عبد الرحمن -طيّب الله ثراه- هذه الأرض المترامية الأطراف التي أصبحت بعد التوحيد ولله الحمد المتنامية الأماكن والمساحات. التي عانقت المجد ووصلت إلى المجرات. لأن جلالة الملك عبد العزيز بن عبد الرحمن كان يؤمن بأن من ينهض بالأمة أبناؤها ولهذا فقد رسخ وأوجد الفكر والعقل والعلم في أذهان أبناء الشعب دون استثناء بعد أن استطاع ومعه رجاله الأشاوس وبنصرٍ من الله وتوفيقه من توحيد الشمل ووحد الأفكار كان هدفه الأول أن تكون هذه البلاد قوة في وجه كل من يحاول الإساءة إلى الإسلام والأخلاق والقيم وإلى الفضائل نعم هذه كانت من أهم أهدافه يرحمه الله، قبل وجوده -طيب الله ثراه- كما يعلم الجميع كانت هناك النزاعات القبلية وحروب طاحنة غزوات وسلب ونهب لا يسلم منها إلا من يستطيع حماية نفسه من المعتدين وتوحدت الأفكار ولله الحمد أصبح الهدف واحداً وأصبح كل منا في هذه الدولة يعتبر أن قبيلته الأم هي واحدة اسمها المملكة العربية السعودية هذه الدولة التي مرت بمراحل عديدة بدءا من التوطين ولم الشمل ونبذ التعصب والتعليم وتكريسه في أذهان وفي عقول أبناء الوطن، ثم بعد ذلك جاء عصر الانطلاق إلى العالم في بعثات دراسية إلى أرقى دول العالم للاستفادة من التجارب العلمية والبحثية ومعرفة الحضارات التي لابد من معرفتها ليتعامل المواطنون السعوديون مع الآخرين من باب من عرف لغة قوم سلم من مكرهم: وحتى يتبين مدى ما يكنه المواطن السعودي من المحبة والتعايش مع الآخر والاحترام المتبادل بين البشر بغض النظر عن أجناسهم ومعتقداتهم ثم استمرت الإنجازات والطموحات والتقيد بما خطط له المؤسس وفي عهد الملك سعود وفيصل وخالد وفهد وعبد الله -رحمة الله عليهم جميعا- الذين كرسوا الجهد والفكر والمال لرفع اسم هذه الدولة ليعانق أهلها أرقى المراحل من التحصيل العلمي والتقني، ويصعدوا إلى أعلى سلالم العلم والمعرفة والاطلاع، واليوم ونحن نعيش في عهد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود -حفظه الله- وولي عهده الأمين صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز وزير الدفاع، لابد لنا أن نقف وقفة متمعن ومتفكر ومدرك وواعٍ لهذه المرحلة الحاسمة من تاريخ مملكتنا الحبيبة خاصة إذا عرفنا أن هناك أعداء من الأصدقاء وأصدقاء من الأعداء وعالما ملتهبا كله حقد وغيظ وكله شر وكله كوارث ومصائب، في هذا الزمبالتحديد أصبح الوطن بحاجة أكثر من أي وقت مضى لأبنائه دون غيرهم من الأصدقاء الأعداء أو من الأعداء الأصدقاء وهذا لايعني انفصالنا عن العالم وعدم احترام العقود والعهود ولكن الأهم بل والمهم بل والواجب الذي يحتم على كل مواطن أن يدرك ويعي حساسية المرحلة المتمثلة في ما يحاوله أعداء العقيدة من زرع الفتن وإيجاد موطئ قدم لزعزعة أمن بلاد الحرمين ونزع ثقة الشعب بمكانتهم وقيمتهم والتشكيك بولاة أمرهم وإيجاد الوسائل الهدامة التي تكرس هذه المفاهيم وكأنها واقع لاخلاص منه، ورغم كل هذه الإغراءات وهذه الانحرافات وهذه الوسائل المغرضة فإن مصيرها الفشل وسيتم دحرها وتحطيمها على صخرة وحدتنا وتلاحمنا وسيرنا خلف من أراد الله لهم أن يكونوا قادة لنا، هذه هي شيمنا وهذا هو موقفنا وهذه هي أهدافنا النبيلة لخدمة ديننا وملكنا ووطننا، والإخلاص لرجل نذر نفسه ليزرع الحب وزرع الثقة في نفوس أبناء هذا الشعب العربي الأصيل وحارب الفساد. وقهر أصحاب العناد. بكل جد واجتهاد. يحتفي بأصحاب العقول وينميها في نفوس الشباب والكبار. ويدعم أصحاب المهن والابتكار. وإعطاؤهم كل الاهتمام والإصرار. صاحب الرؤية التي أبهرت العالم صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع -حفظه الله وسدد على دروب المجد خطاه-، إن المطلوب من كل سعودي ألّا يلتفت إلى ما يروجه الأعداء أو الأصدقاء الأعداء من زيف وكذب عبر إعلام مأجور. لشق الصفوف في بلدٍ يرفض أهله كل الشرور. إن وقوفنا بكل إخلاص ووفاء خلف قيادتنا هو من الضروريات. بل من الواجبات وإذا عرفنا وأدركنا بأننا نعيش في دولة عظيمة مهابة لها أهمية في عالم اليوم فإنه يتحتم علينا أن نحافظ على كيانها وإنجازاتها ومكتسباتها وحماية مقدساتها وأن نكون صفا واحدا في وجه البعيد والقريب وكل من يحاول النيل من وحدتنا وديننا، مسؤولياتنا جميعا لا تقتصر على القول بل الأهم هو الفعل وتحقيق الأهداف المتمثلة في تكريس حب الوطن في نفوس الأجيال الحالية واللاحقة وإفهامهم بأن هذه البلاد هي مهبط الوحي وهي أم المكارم والقيم والأخلاق عاش وترعرع على ثراها أفضل الخلق وسيد البشرية صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم ودفن في أرضها أنه قدوتنا الذي علمنا كيف نكون صالحين. غير متخاصمين، نابذين للتعصب متوحدين. رافعين رؤوسنا لأننا في وطن يستحق منا الإخلاص والوفاء واتضحية والفداء.