رقية سليمان الهويريني
يختلف الناس في اهتمامهم وذائقتهم؛ ولا يمكن فرض لون واحد عليهم لأن هذا يدخل في الوصاية وهي أمر غير محمود! حتى في مسائل الأكل والشرب وطريقة الحياة. ويمكن عرض الفكرة أو الموضوع دون إلزام أحدٍ بها من مبدأ التخصص أو الخبرة أو المعرفة، وهذا من باب عدم كتم العلم فحسب والنقد الإيجابي.
ومعرض الكتاب مثله مثل المعارض الاقتصادية أو التجارية، يتم فيه التسويق لبضاعة ثقافية متمثلة بالكتب من لدن دور النشر أو المؤلفين أنفسهم بحيث يعرضون المحتوى أو يجعلون العنوان مثيراً لإظهار المضمون وجذب القارئ!
ولا شك أن معرض الرياض الدولي للكتاب تظاهرة سنوية فكرية ثقافية، إلا أن ما يعتوره أحياناً من سلبيات يجعل المرء في حيرة من أمره! ففي حين يجد المؤلف الرصين صعوبة في فسح الكتاب، وضرورة مروره على أكثر من شخص ليمكن السماح له بالنشر في دور النشر أو بالتداول في المكتبات؛ نتفاجأ بوجود كتب تافهة يتم تداولها وبيعها بعد أن تمكن أصحابها من التسويق لها في قنوات التواصل الاجتماعي برغم معرفة فكر مؤلفها، لدرجة أن الكاتب والمفكر الحقيقي صار يتردد عند تأليف كتاب، أو يبحث عن دار نشر تتكفل بطباعته وتسويقه ليحصل هو على الفتات، ولا يتفاجأ حين لا يجد من يشتريه لأنه ببساطة دسم وغير تافه!
وحين يقوم أحد مشاهير (مواقع التواصل الاجتماعي) بتأليف كتاب يحمل عنواناً شاذاً عن المألوف ويخرج من نطاق الذائقة إلى الإسفاف فهو عبث بالجودة المطلوبة والفائدة المرجوة.
وفي الوقت الذي لا ألوم من ينشر السماجة والسخافة، لأنها بضاعته التي سوقها على مستهلكين غير واعين أو راشدين؛ ولكن اللوم والعجب ممن أجاز وفسح نشر هذه السماجة مما سيغري غيره للسير على نهج الرداءة!