«الجزيرة» - محمد المرزوقي:
يُعدُّ «جناح الطفل» في معرض كتاب الرياض الدولي أحد الأركان البنائية في هذه التظاهرة الثقافية الوطنية؛ فمنذ انطلاق المعرض في نسخته الأولى دأبت وزارة الثقافة والإعلام على الاعتناء بهذا الركن على مستويات تنظيمية وإعدادية، تتكامل في أن يكون جناح الطفل في المعرض ركنًا جاذبًا، ومحفزًا للطفل ولأسرته لزيارة المعرض؛ وهو ما جعل من الركن أبرز الأركان التي تحظى باهتمام إدارة المعرض في كل عام، وذلك من خلال مستوى البرامج والورش التي تقدَّم للأطفال، ومدى تلبيتها للمراحل العمرية للطفولة.
كما انعكس التطوير المستمر على تنوُّع الورش المعرفية والمهارية المقدمة للأطفال، إضافة إلى الاهتمام بحجم الورش والبرامج التي تستطيع تلبية رغبات الأطفال واهتماماتهم طيلة أيام المعرض؛ ما ينعكس بدوره على جذب مختلف أفراد الأسرة؛ الأمر الذي انعكس على مسيرة نجاحه؛ إذ استقطب الجناح في الدورة المنصرمة من المعرض أكثر من (20000) طفل؛ ما انعكس في هذه الدورة على حرص وزارة الثقافة والإعلام - ممثلة في وكالة الوزارة للشؤون الثقافية - على زيادة حجم الجناح، ومن ثم زيادة البرامج والورش التي بدأ الجناح في تقديمها للأطفال، إضافة إلى حرص المعرض على نوعية ما يقدمه الجناح لهذه الشريحة التي تعد مستقبل بلادنا؛ الأمر الذي افترض معه عدم منح بعض الجهات المتخصصة في إنتاج ألعاب الأطفال ترخيصًا، التي تعرض مجرد ألعاب للأطفال؛ لا تقدم أي محتوى ترفيهي من شأنه تنمية معارف الطفل أو مهاراته؛ ما جعل هدفها الرئيس تسويق تلك الألعاب بحثًا عن زيادة الربحية، واستغلال أيام المعرض لمضاعفة الأسعار في ظل ما يشهده المعرض من إقبال جماهيري كثيف خلال اليومين الماضيين، وما سيشهده من تنامي أعداد الزوار خلال الأيام المقبلة كما هي عادة الإقبال على «كتاب» الرياض؛ الأمر الذي جسد مدى اهتمام إدارة المعرض بتقديم نوعية المحتوى (المادي) منه، و(المعرفي)، وذلك في جانبَي ما تعرضه الدور المشاركة في جناح الطفل، وفيما يقدم لهم من ورش، تلامس ميولهم، وتلبي اهتماماتهم، بأساليب متنوعة، وطرائق مشوقة جاذبة.