قبل التوغل في تحديد موقع «أرمي الكلبة» ندلف إلى تبيين معنى أرمي الكلبة فالاسم يتضمن موضع به أرمين ومنسوبان ومضافان إلى الكلبة فما هو الأرم مفرد أرمين وحذفت النون في الاسم للإضافة
يقول الزنجاني في كتابه (تهذيب الصحاح ج1 ص 708):الأرم حجارة تنصب علما في المفاوز، والجمع آرام وأروم فها قد استفتحنا التعرف على موضعنا بالتعرف على أحد أوصافه المعاينة وهو كونه أرم يستخدم للدلالة على أو التعرف على المواضع لا لغرض آخر.
يقول نصر الاسكندري في كتابه الأمكنة والمياه والجبال ج1 ص80: (وأرمي الكلبة رمل قرب النباج) فها نحن أضفنا وصفين آخرين للتعرف على موضعنا وهما: القرب من النباج وقبل ذلك وقبل أن ننسى فهما مثنيين أي موضع واحد فيه أرمين.
والوصف الآخر أنهما رمل يعني أن الرمل غالب عليهما وأيضًا وصف البكري في كتابه معجم ما استعجم أرمي الكلبة بالتالي: (نقا قريب من النباج) ويوجد موضعان يعرفان بالنباج بالجزيرة العربية وآخر بالشام وأقرب الأوصاف تنطبق على الأسياح عند عين ابن فهيد بالقصيم كما سنرى وقد استعرضنا آراء البلدانيين وبقي شيخهم ياقوت الحموي فماذا قال في معجم اليمامة ج1 ص280 منشورات المجمع الثقافي بأبي ظبي بالإمارات: أرم الكلبة: بلفظ الأنثى من الكلاب وأرم مثل الذي قبله موضع قريب. من النباج بين البصرة والحجاز والكلبة اسم امرأة ماتت ودفنت هناك فنسب إليها الأرم وهو العلم وقبل أن ننسى أورد البكري قوله في كتابه معجم ما أستعجم ج1ص140 -141 وذكر كذلك مثله تقريبا الحازمي 1/ 65
وقبل أن نختم نقولاتنا نورد هاهنا نصا هاما لأبي علي الهجري نقله الشيخ حمد الجاسر في كتاب أبي علي الهجري وأبحاثه في تحديد المواضع ص 329 (وتنتهي الرمة عند أرمي الكلبة من شقيق النباج)
وها هنا نتوصل بإذن الله من مجموع النصوص إلى موضع أرمي الكلبة وهو جبيلي السمراء إلى الشرق من قرية برقا بالأسياح وقد اختار الأستاذ/محمد بن ناصر العبودي أنهما أبرق السيح والجعلة وقد أبعد النجعة في ذلك فهما في موضعين متباينين ولا يشملهما اسم واحد وأينهما من منتهى سيل الرمة بخلاف موضعنا الذي أشرنا إليه فإليه تصل سيول وادي الرمة إذا قوي السيل كما أفادني بذلك مشكورا أبا نايف فهد الفهيد من وجهاء الأسياح.
- عبدالله عبدالرحمن الضراب