شيَّدوا همْ
ما ترى اليومَ فشيِّدْ
ليرى بعْدَكَ
من يلهثُ
وفْقَ السَّيْرِ
لا يضنيهِ
-إنْ ودَّعْتَ-
بعْدُكْ
***
لا تقلْ شئتُ أنا
كلُّهم قبلكَ قالوا:
لكنِ الواقعَ ينفي
إنَّنا ندري
قرأنا
ذلكَ السَّطرَ
ولا يخفى علينا اليومَ
سطرُكْ
***
شئت أمْ لا
كلُّ شيءٍ
سوف يمضي
في مسارٍ
شاءَهُ من سار
- للتَّمكينِ-
كي يفخرَ
أو يشتدَّ
غدْرُكْ
***
بوصلاتٌ
لكَ ندري!
كم جهاتٍ لكَ
ندري!
إنَّ للماءِ مواقيتٌ
وأشباهُ شياطينٍ
وشيطانُكَ أمضاها
إذا تُخلِفُ أو يكذبُ
رعْدُكْ
***
شئتَ أمْ لا
كلُّ حبٍّ صادقٍ
ما زالَ
لا يعرفُ
في الدِّنيا
سوى حبلٍ متينٍ
طال من عينيْه
من كفيْه
- لو تعلمُ-
كفُّكْ
***
لا يزالُ الأصلُ
إنجاباً أصيلاً
ووفاءً يذكرُ الأمسَ
فلا ينقضُ..
من أين سباكَ النَّكثُ
تُرضِي قاطعَ الحبْلِ
وتجفو موصلاً
بالزَّيفِ
بئس- اليوم-
حبلُكْ؟
***
شئت أمْ لا
كلُّ كُرْهٍ
تشهدُ اليومَ
بدا جمراً
وينمو
منذ شعَّتْ
شمسُ عِزٍّ
منه عَزَّ اليومَ
- رغم الوهنِ-
قدرُكْ
***
إنَّ للإمهالِ حدٌّ
ولِذي الآهاتِ وقْدٌ
ولِدنياكَ
مَلاهٍ
تجلبُ النِّسيانَ
والقسوةَ
حتَّام يشطُّ الحبُّ
دجَّالاً
ولا يقربُ
بونُكْ؟
***
شئتَ أمْ لا
لن يُرِيحَ الجودُ
والتَّزويرُ – أيضاً- والتَّبنِّي
كلَّ من لمْ
يمنحِ الواهبُ
لو أعملَ
ما يسطيعُ
- كي يسعدَ-
جهدُكْ
***
قدرٌ أنتَ
وللأقدارِ حكمٌ
نحنُ للأقدارِ نُصغي
أنت من؟
لا.. لن نرى منكَ
سوى ما وافقَ
المالكَ
لو كاثرتَ
أو جُرِّبَ
بحْرُك
***
شئتَ أمْ لا
لن يصدَّ البخلُ
من أبرمتَ ألاَّ
يمرحَ العمرَ
ولو سلَّطتَ
ما في الوسْعِ
كي يتعسَ
أو تسعدَ
بالغلاَّتِ
وحدُكْ
***
جئتَ من وهنٍ
ولنْ تمنعَ وهناً
من ذبابٍ أنتَ أدني
إنْ أراد المُجزلُ البذلَ
عطاءً
ماله ردٌّ
ولو جنَّدْتَ
كلَّ الكونِ
لن يُفلِحَ – ما حاولتَ-
حقدُكْ
***
شئتَ أم لا
سوف يَطوي
العمرُ حتماً صفحةَ اليومِ
لتبقى ذكرياتٍ
ليس فيها
حسُّكَ الجاثي
على أشواقِ
من يغريهِ
بالإجزالِ
غيرُكْ
***
صابكَ الدَّاءُ
كمن صاب....
ويشكو منه [طابورٌ]
ونرجو
غيرَ ذي الدَّاءِ
تُرَى - منه- الموازينُ
الذي غابَ
ولم يرجعْهُ
لا مَدُّكَ
دفَّاقاً
وجزرُكْ..
***
شئتَ أمْ لا
للبداياتِ نهاياتٌ
وللغيبِ حجابٌ
إنِّما صار يشفُّ
بإشاراتٍ لياءٍ
ربما ..
بل ربما..
قد يُمسَحُ- بالقادم لو يعدلُ
بعد البينِ-
ذكْرُكْ
***
أحْسِنِ القصدَ وجمِّلْ
كلَّ ما شاهَ
من الماضي
فللماضي لسانٌ
إنْ تناسى
لم يمتْ..
في الغدِ ما أحصاهُ
في يومِكَ
لم يخفِهِ
ضدُّكْ
***
اقرأِ الأمسَ
إذا أحبَبتَ
أنْ تعرفَ ما معناكَ
في ذا
بل وفي ذاكَ
وفي ذلكَ
إنْ أحببتَ
أنْ يزكوَ
ذكرُكْ
***
كلُّ مجدٍ
طال خُسْراً !
كلُّ جودٍ
زاد ذكراً !
كلُّ فخرٍ
كان وهماً !
كلُّ أمرٍ صادرٍ
ما أنتَ
ما يَنْفُذِ
أمرُكْ
***
لك ما شئتَ
بما شاءوا همُ
أو شاءتِ الأهواءُ
لا تدري وتدري
مذْ أرادتْ - من زمانٍ-
نشوةُ الخَلْواتِ
لم يرفعْكَ
وهْنُكْ
***
صار ضخماً
عجزُك العاشقُ
مدحاً
وليالٍ سافراتٍ
بالهوى أضحتْ
عباداتٍ وتسبيحاً
وتهليلاً وبذلاً
في سبيل الله.
لا تفهمُ لو تفهمُ
مِنَ هذا- لنا-
يفخمُ
خزْيُكْ
***
[ حكواتي] العصرِ
أمسيتَ فأسمِعْنا
هراءً
عندكَ الآذانُ تُصغي
ولكَ البَسْماتُ
سخْفاً تستزيد الهرْجَ
زدْهمْ ثم زدهمْ
إنّما أنْسُكَ
أن يأنسَ
جيلُك
***
يا ترى؟ هل يغسلُ الآتي
حكاياتِ ليالٍ
لم تزلْ
تخطرُ في بالكَ
ما هوْجسَ طفلُ الأمسِ
أو حرَّكَ ما تهواه
من بعضِكَ
بعضُكْ؟
***
لك ميزانٌ؟
أجلْ
قالوا لترضى
ويعيشوا
من يبيعون دنى السَّعدِ
بدنيا
وإذا شئت ..
فقولُ الحقِّ لا
ما يُسعدِ
الوانين
[نقْدُكْ]
***
عجبي
بوحُك مرْجٌ
وهُوَ عند الموهمين
العيَّ
أجلى
هكذا كانوا
فهلْ طالوا
وطالتْ منهمُ اللذاتُ
أو داموا
بآمالٍ
تمدُّكْ !؟
من أوْج بوحِ الجهلِ يقتنصُ الدُّجى
ليُصَبَّ في عمْقِ الخسارةِ ماءُ
هتفَ الضَّياعُ لهمْ فلم يخفوا الهوى
كم هالكٍ لم تنْجِه الأهواءُ!
شاءوا نهايتَهم إذا لم يرجعوا
فسيحصدون تألُّماً ما شاءوا
لم تُخْفِ خطْواتُ البدايةِ دربَهمْ
فعلامَ للخطْوِ المُضلِّ مِراءُ؟
يجني الونى من ضَعْفِ حنْكتهِ ونى
ويزيدُ من ألَمِ المُصابِ بكاءُ
يا ذارعين الظلَّ سَعْداً دونما
حدٍّ كفي ، ذرْعُ الغباءِ هباءُ
ما ضرَّ من يشكو نَ سطوَ غرورِكمْ
بغدٍ لهمْ ولضرِّهمْ إصغاءُ
عيشوا كما شئتمْ وما شاء الهوى
فلأوَّلِ المُكْثِ القصيرِ وراءُ
ولمن يعاني من جهامةِ ليلِكم
صبحٌ به ستغادرُ الَّلأواءُ
لا تفرحوا إنَّ الفناءَ حقيقةٌ
ليجيءَ من بعد الفناءِ قضاءُ
10 /5 /1439هــ
dammasmm@gmail.com