عن دار الحضارة صدر كتاب (تدبرات السعدي) جمع وإعداد عبد الرحمن بن محمد السبهان.. تضمن أكثر من ألف فائدة من تفسير الشيخ عبد الرحمن بن سعدي، رحمه الله.
وقام المؤلف بترتيب هذه الفوائد حسب ترتيب سور القرآن الكريم ليسهل الرجوع إليها، ولكي ترتبط الفائدة بالسورة التي ذكرت فيها، وكذلك ليربط القارئ بين الفائدة والتي قبلها والفائدة وموضوع السورة.
ومما جاء في الكتاب:
قال الله تعالى: {فَإِن لَّمْ تَفْعَلُواْ وَلَن تَفْعَلُواْ فَاتَّقُواْ النَّارَ الَّتِي وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ أُعِدَّتْ لِلْكَافِرِينَ}.
يقول الشيخ السعدي في قوله: (أعدت للكافرين) ونحوها من الآيات دليل لمذهب أهل السنة والجماعة، ان الجنة والنار مخلوقتان خلافاً للمعتزلة، وفيها أيضاً أن الموحدين وإن ارتكبوا بعض الكبائر لا يخلدون في النار، لأنه قال: (أعدت للكافرين) فلو كان عصاة الموحدين يخلدون فيها، لم تكن معدة للكافرين وحدهم خلافاً للخوارج والمعتزلة، وفيها دلالة على أن العذاب مستحق بأسبابه وهو الكفر وأنواع المعاصي على اختلافها.
وقول الله تعالى: {وَبَشِّرِ الَّذِين آمَنُواْ وَعَمِلُواْ الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ}.
فيه استحباب بشارة المؤمنين وتنشيطهم على الأعمال بذكر جزائها وثمراتها فإنها بذلك تخف وتسهل وأعظم بشرى حاصلة للإنسان توفيقه للإيمان والعمل الصالح، فذلك أول البشارة وأصلها ومن بعده البشرى عند الموت ومن بعده الوصول إلى هذا النعيم المقيم، نسأل الله من فضله.