إلا الرحيل.. أرفع هذا الشعار لأنني لا أقبل المساومة على رحيل من أحبهم, أولئك الذين أجد في قربهم الحب والحياة والسعادة والجمال بكل أطيافه.
رحلوا كأرواحًا أو أجسادًا أو كلاهما, ولكنني مؤمن بأن هكذا تسير الدنيا, حيث لا مسار واحد تسلكه.
إلا الرحيل.. لأولئك الذين جمعتني معهم ذكريات معطرة بالإنسانية والبراءة والحب وغيرها, جميعها ستظل نابضة في قلب الذاكرة, رغم مرور السنين عليها, وإن رحلوا بأرواحهم وأجسادهم لن يرحلوا, لن يغيب لساني عن ذكر محاسنهم ولا عن الدعاء لهم.
إن الزمن في تناقص والعمر في تزايد, هذه العلاقة العكسية تلتقي في نقطة النهاية, لذلك تمسكوا جيدًا بمن تحبون, لأن تسارع وتيرة الحياة لا يقف عند حد أو أحد, وتيرة الحياة لا تكترث بمشاعرك تجاه من تحب, الغياب الأبدي سيأتي شئنا أم أبينا, وليس بالضرورة أن يكون مصيره تحت الأرض بل من الممكن أن يكون فوق الأرض.
الرحيل بغتة يعلمنا دروسًا, ليتنا نستفيد من أول درس!
للرحيل وجهان وليست لعملة واحدة, بمعنى نوعين وهما:- الأبدي والمؤقت.
ستجد من يرحل عن دائرة حياتك فجأة, لا تلقي له بالاً, لقد انتهى دوره السلبي في حياتك, المبني على حسد أو حقد أو سوء أيا كان شكله أو صورته.
أشعر بأن الرسائل التي تحمل في طياتها الوداع على أمل اللقاء في هذه الدار أو في تلك الدار مرة أخرى, أخف وطأة من التوديع في ساحات المطارات أو في محطات القطارات, لقد مررت بكل ما مضى وكتبت ما أشعر به, إنني أكتب عن واقع وليس عن رأي.
لابد أن نتقبل الاختلاف ومن تقبَّله أن لا شيء يدوم, ولعل في رحيلهم لقاءهم في الجنة.
- فيصل خلف