تقف المسافة ساكنة... تنبض العيون بإشارات عابرة.. فترسل الحمائم القصيد..
قصيدة تلو القصيدة..
تتحرك المسافة..
تقترب.. وتقترب
فتشتعل الليالي بقناديل
الشعر..
وتسكب على ستائره
وهج القمر..
وينهمر شلال الضوء
بين قلبين متكئين على
وسائد من ريش السحر..
ينشد ابن زيدون أساطيره الخالدة..
فترقص ولادة على وتر من زخارفه الماجدة..
وتتمايل ألوان الطيف فوق السحب الملتهبة..
ثم.. تعود المسافة للسكون..
ويطبق الصمت والسكوت..
إلا من نبض بعيد يختبئ في دهاليز
الحنايا..
ودمعات تصب في جوف الليل خفايا..
وأنين يهز جدار القلب ويقتل الفرح بخنجر الهجر..
فأضحى التنائي بديلا عن التداني
وناب عن طيب اللقيا التجافي..
ونعى الناعي صوت البين..
وحمل الوشاة وتر الزيف..
فانشق الليل..
وبكت الغيمات نشيد المطر..
وظل القصيد ينزف الأفول
ويغني الماضي المفتون..
ويرسم فراشات الأمل
بالرجوع على أعتاب
الورود..
وسلطان الشموع..
- د. أمل العميري