عبد العزيز بن علي الدغيثر
(بصراحة)... لم يكن أكثر المتشائمين يتصور أو يعتقد أن يشاهد فريق الهلال بهذه الحالة الفنية الفوضوية السيئة إلى درجة لا يمكن وصفها عطفاً على ما كان عليه من استقرار وتنظيم ومستوى ماذا حدث تحديدا؟
لا يمكن أن تجد الإجابة الوافية والشافية الا من داخل البيت الهلالي ولكن من حقنا أن نتساءل عن هلال دياز المبدع ألم يكن لديه فريقان ومعظم البدلاء أفضل من الأساسيين؟ ألم يكن دياز بطل الدوريات في وطنه وهو من حقق وأعاد الدوري للبيت الأزرق؟ الم يصل بالهلال للمباراة النهائية على كأس القارة؟ بعدما هزم كل من قابله من الأندية الخليجية والإيرانية؟ ألم يعد الفريق خاسراً كأس آسيا ويكون الأهلي المنافس أول ضحاياه أين ذهب كل هذا؟.
نعم أصيب ادواردو لكن هذا ليس مبررا أو سببا مقنعا، فالهلال لديه نجوم محليون وأجانب مميزون ومكلفون ولكن مع الأسف الكل خذل الهلال وجميع النجوم غابت وتعالت وتلاشى مستواها، وحق لي ان أقول اليوم إنها (نجوم من ورق) ولا يمكن الاعتماد عليها فإذا سلمنا بخسارة الفريق محليا من الاتفاق لذكاء مدربه وإخلاص لاعبيه واستحقاقهم لثلاث نقاط كل هذا معقول ومقبول، ولكن الذي لا يمكن قبوله الوضع الذي كان عليه الفريق الهلالي من فوضى وعك كروي وشرود ذهني حتى اعتقد بعضهم ان تفكير اللاعبين والجميع منصب على اللقاء الآسيوي الذي لا يفصله إلا عدة أيام وتعويض التعادلين والخسارة السابقة لتأتي الطامة ويخسر الفريق اللقاء بمستوى يرثى له وبلاعبين لا يستحقون ارتداء قميص الهلال دون استثناء ويكون حصيلة الفريق نقطتين من اثنتي عشرة نقطة في حالة لا يمكن أن تصدق من لاعبين تم إحضارهم بعشرات الملايين.
وماذا بعد أين الخلل؟ المدرب ورحل وابنه وغادر وأسندت المهمة إلى مواطنه مدرب الفريق الأولومبي ليستمر التخبط وتتواصل المنهجية والعودة للارشيف القديم، واليوم الهلال شبه خارج البطولة الآسيوية والدوري تحت توفيق ونتائج الفريق المنافس الأهلي، ولو أن مباراة جدة هي من سيحدد البطل رغم انني شخصيا قد باركت وأكدت أن الهلال البطل دون منافس ولكن لم أكن أعلم أو يأتي في مخيلتي أن فريقا كاملا سينهار ويكون صيدا سهلا محليا وقاريا على حدٍ سواء.
نقاط للتأمل
- مؤلم جداً الحال الذي وصل إليه فريق الهلال الأول لكرة القدم ولن يقتصر حاله على النادي ومحبيه فقط بل سيمتد إلى عروق وأصول الكرة لدينا والخوف كل الخوف أن يكون رابع فريق ينهار ويسجل أحداثا شبيهة لفرق النصر والاتحاد والشباب، وهذا ليس ببعيد حيث إن عوامل نجاح الهلال السابقة بدأت تتلاشى وتندثر من خلال حمل نفس الفكر الذي دهور الاندية الكبيرة خاصة في الفكر الإداري والعمل الارتجالي ناهيك عن تسريب ونشر الأخبار من خلال بعض المنتمين، وهذه بداية الانهيار الذي لا نتمناه لأي فريق أو ناد يغذي منتخباتنا الوطنية وركيزة أساسية من ركائز رياضة الوطن.
- تتسارع الأحداث واتخاذ الخطوات داخل البيت النصراوي بوتيرة غير مسبوقة استعداداً للانطلاقة الحقيقية والكبيرة للموسم القادم خاصة إذا ما شارك الفريق آسيوياً، وقد كانت خطوة التخلص من بعض الأسماء خطوة موفقة ولو أنني أرى انها ليست كافية فيجب أن يشمل الابعاد أسماء أخرى لم تعد تملك ما تقدمه ولا يوازي ما تحصل عليه من مبالغ فلكية ولكن الاهم من ذلك من وجهة نظري التعاقد مع اللاعبين الاجانب فإما أن يكونوا على مستوى عال ومتميز وأداء وإخلاص والا فالاستثمار في لاعب الوطن أفضل، وكل ما أرجوه أن يكون البيت النصراوي قد تعلم وأدرك السلبيات الماضية في هذا الملف وعدم إعطاء السماسرة فرصة اخرى للتوقيع مع كل من هب ودب من رجيع الأندية.
- المباراتان المؤجلتان واللتان سوف تقامان هذا المساء للهلال مع القادسية والأهلي مع الرائد وكلاهما خارج ارضهما حساسة ومفصلية لكل واحد منهما فخسارة أحدهما أو على الأقل تعادل في النتيجة يرجح كفة الفائز منهما بدرجة كبيرة نظرا لفارق النقطة بينهما لصالح الهلال، وإذا ما فازا كلاهما وهذا المتوقع فسيكون الحسم النهائي في جدة عندما يلتقيان في الجولة قبل الأخيرة على ملعب الجوهرة وبالرغم من انحسار المنافسة والإثارة بين فريقين فقط والبقية بعيدون وليس لهم سوى الفرجة والمتعة بالبطولة فإننا موعودون مع جولات مثيرة وقوية في الجولتين الأخريين حيث الكل يبحث عن تحسين مركزه بين البحث عن المشاركة الآسيوية وبين من يبحث عن طوق النجاة من الهبوط ومباريات الملحق.
- رحل كارنيو من الشباب وقبله دياز من الهلال وقبلهما ثلاثة عشر مدربا فقط خلال موسم واحد من أندية دوري المحترفين السعودي بل إن بعض الاندية قد غيرت المدرب مرتين وثلاث مرات في هذا الموسم، وتعد هذه حالة غير مسبوقة وهنا يجب التوقف عند هذه الحالة كثيرا ومعرفة أين الخلل؟ هل هو في الاختيار أم في اللاعبين أم في الإدارة أم الجماهير؟ وفي كل الأحوال تعتبر أمرا سلبيا ومزعجا ومردوده علينا وعلى رياضتنا ومجتمعنا غير جيد لأن ما حدث يؤكد ان هناك خللا ما موجود لأن الضرر شامل ومنتشر، أما من ناحيتي أعتقد والله أعلم ان الفكر ومستوى صاحب القرار وضعف القدرات الإدارية هي السبب الرئيسي خلف كل مشاكل المدربين واستمرار استبدالهم في الفوز والخسارة على حدٍ سواء.
خاتمة:
دائما ما تكتمل سعادتي كإنسان لأنني لا أنتظر شيئاً من أحد، ولا أتوقع شيئاً من أحد، ولا تنحصر تطلعاتي في أحد.
وعلى الوعد والعهد معكم أحبتي عندما أتشرف بلقائكم كل يوم جمعة عبر جريدة (الجزيرة) ولكم محبتي وعلى الخير دائما نلتقي.